نافذة في مهب الغياب

art
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضوان بن شيكار

لم يكن الصبح جميلا

 كعادة أيام الصيف.

أرقب المطر الكثيف

لأزجي الوقت،

 وأفرغ بقايا ليلي

العاري من الحلم،

المُثقل بالخذلان،

في حاويات النفايات القابلة للتدوير.

 وأناور بقهوة منكهة باليانسون،

لطرد الكوابيس

التي تجتاح يقظتي،

والضجر

يأكل قلبي قطعة قطعة .

أشرد بين المدى

 وما يحمله السراب

جهة البحر،

من سفن عابرة في البعاد،

يلوّح منها قراصنة

 ومحاربون،

يغنون ويرقصون،

وهم يشهرون الجماجم

والسيوف في وجهي.

أنظر إلى الأوراق المتساقطة

 على العشب الأخضر

والسناجب تتقافز بخفة لامتناهية،

 تظهر وتختفي

بين أغصان وجذوع الصنوبر.

وامرأة طاعنة في السن،

شديدة النحافة،

 وقد تقوس ظهرها كثيرا،

تطعم قطط الحي المشردة،

دون أن تبالي بالمطر الغزير.

تنادي كل واحدة باسمها،

 وتضع لها في زوايا الأزقة،

 وعلى جنبات الطريق،

قطع من السردين المعلب.

يمضي الوقت بصخبٍ،

يُسابق هواجسي في ركضها الهادر،

بين دروب وبوابات مدن،

تخلع جلدها لتحتفل في كرنفالات الفزاعات،

 وحفلات التنكر في يوم الموتى.

وأنا أنتظرُ بفارغ اللهفة،

أن تصل في قطار الثامنة.

……………………..

*شاعر من المغرب.

 

 

مقالات من نفس القسم

tareq hashem
يتبعهم الغاوون
طارق هاشم

مادلين