قلت لها فى هدوء
– كيف أذهب إلى شارع ناسيونالى؟
فقالت والابتسامة التى تطوق ثغرها لا تزايلها
إلى الأمام . – وأشارت نحو جهة سيرها – لم تمانع صحبتى ..
تيقنت أنها لن ترفض إذا دعوتها للعشاء فى المنزل, وصدق حدسى مرة أخرى, تذكرت يوما ما قالته لى أمى (إنك تملك فى عينيك سرا يجذب نحوك العذارى).
– ذهبت بعد ذلك أحضر للعشاء الموعود , تذكرت الزهور, لم أكن يوما من هواة الزهور, ولكن الزهور من الطقوس الأساسية فى مثل تلك المناسبات, قلت للبائع:
– أريد تلك التى هناك فى الركن الأيمن .؟
فضحك وقد بدا عليه أنه إستشف كل شئ, إنك تشير نحو زهرة ( النرجس ) وهى غير مناسبة فى مثل حالت , فاجأنى ما قال – يبدو أنه ليس أنا فقط من يمتلك حدسا صادقا – .
ثم أردف فقال
– جميعهن يعشقن (الجاردينيا)
– فقلت مقاطعا
إفعل ما ترى
-بعد ذلك ذهبت أبتاع زجاجة نبيذ ( بيانكو مارتيني ) .. الخاصة بى دائما, ولكنى رأيت (براندى إكس أو) أكثر إتساقا الليلة – إقترح أحد أصدقائى ذلك -, فإبتعت زجاجة أخرى, مشيت قاصدا شراء اسطوانة ( كاتالينا ) ” لساليرى ” التى أعشقها , ولكن البائع قد فضّل ( كونشيرتو بيانو ) ” لموتسارت ”
وسمعت لرأيه
وقال لى باسما
– أتمنى لك ليلة رائعة فى أحضان ………. موتسارت
لاقيته بإبتسامة طويلة ملوحا له بيدى
.. ذهبت وإبتعت نسخة مترجمة من ( كاماسوترا ) للإستعداد الكامل لتلك الليلة, . .. وأخيرا ذهبت نحو ( نافورة تريفولى ) أقدم أمنياتى لقضاء ليلة جميلة مع تلك الحسناء الرائعة.
فى المساء كان كل شئ فى موضعه , ثقل عليّ الإنتظار , فقمت أملأ كأس من زجاجتى الجديدة, وأشعلت سيجارة , لم يمض وقت طويل علي حضورها , قدمت مدثرة فى معطفها الأسود الذى نستعين به علي برد روما القارس , قلت فى نفسي – عموما الدفء ينتظرك بالداخل.
– نزعت عنها معطفها , وبدت لى بشعرها الأحمر الداكن, وعينيها الدقيقتين وساقيها العاريتين القابعتين تحت جوربها الشفاف. الليل فى كل الاحوال أكثر إثارة, دوت فى أذنى كلمات بائع الزهور عندما قال لى ( إبدأ أنت بالقبلة الأولى ) …
أخذت بضع خطوات نحوها , مصطنعا الإحتراف, لثمت شفتيها, إنسلّت من بين ذراعى بهدوء وجلست إلى أريكة فى منتصف الحجرة ,
– عجيب أنها لم تتفوه بكلمة بعد !! , فقط تتجول بعينيها فى جميع الارجاء , وقعت عيناها علي الجاردينيا لكنها لم تبد أى تأثر, رأت زجاجة البراندى القانية القابعة علي البار وسيجارة فى منتصف العمر تزهق علي جانب المطفأة فحانت منها ضحكة لم أفهم مغزاها , أشحت بكل ذلك عنّى, أذنت لموتسارت أن يصدح فى الأرجاء ,
قلت مشيرا نحو البار
– أظن أنك بحاجة لكأس ؟
أجابت برأسها, فقمت أملأ كأسي , قامت نحوى, لامست يدها يدى وهى تأخذ الكأس , إقتربت بشدة , إصطكت ساقانا , لفحنى دفء فمها المعبق بعبير الموكا , أقتربت بشفتيها نحو أذنى وقالت ببَحّة ,
لماذا لم تشتر ( الشيفاز ) ؟؟
باغتتنى تلك الكلمات , وأيقظت مداركى التى قد ثملت من لهيب قربها,
أنفقت بضع خطوات نحو الجاردينيا , لامسَتها , دنت نحوى مجددا ثم قالت
– لماذا لم تشتر النرجس ؟؟
لم أقو علي الكلام … , ذهبت نحو لموتسارت وآذنت له بالصمت ,
ثم قالت
– علي كل حال أنا أحب ( باليونى )
ثم طبعت علي فمى قبلة طويلة , محترقة , صاخبة ,
وقلت لنفسي – لم يبق سوى بضع لحظات نحو الفراش –
ولكن دون ذلك وجدتها ترتدى معطفها , ملوحة لى بيدها …
وقالت: عندما تواعد امرأة, لا تستمع للآخرين.