حاوره – وائل السيد:
يؤمن الروائي منتصر القفاش بأن جماعة الإخوان المسلمين تسعى للهيمنة على مفاصل الدولة، وجزء من تلك الهيمنة محاولة اختراق المؤسسات الثقافية، ويدلل على كلامه قائلاً: “وهذا واضح في عدم اهتمامهم برأي المثقفين وتصوراتهم، لكن ما يطمئنني دائماً.. أن المشروع الإخواني نقيض لمفهوم الثقافة الوطنية”.
صاحب “مسألة وقت” قال إن: “الإخوان لا يعرفون معنى الإبداع. هذا ليس تجنياً”، ويضيف: “الجماعات المنغلقة على نفسها والتي تعمل بمبدأ السمع والطاعة لا بد وأن تكون على نقيض الإبداع”.
ورداً على سؤال: هل هناك خطر على مستقبل الإبداع في مصر؟ يقول: “طبعاً هناك خطر، إنهم يحاولون تحجيم حرية الإبداع، وسوف يتضح ذلك في الفترات القادمة إذا ما استمر الإخوان في الحكم”، واستدرك قائلاً: “ولكني على ثقة من فشلهم في النهاية، لأنهم لا يستطيعون أن يحدّوا من حريات الإبداع التي اكتسبها على مرّ أجيال سابقة”.
صاحب “أن ترى الآن” قال إن “وزير الثقافة علاء عبدالعزيز مجهول، فليس لديه أي مشروع أو رؤية للعمل الثقافي، ولم يُعرف عنه تقدمه بإسهامات لخدمة الثقافة في أوقات سابقة، وكل المؤشرات تؤكد أنه لن يكون منحازاً لجماعة المثقفين الوطنية”، وأضاف: “وبشكل واضح أقول إن أي وزير يرضى بأن يعمل في حكومة الإخوان هذا في حد ذاته علامة ليست في صالح الثقافة المصرية”.
منتصر القفاش كانت له تجربة في العمل بالمجلس الأعلى للثقافة حيث كان مشرفاً على سلسلة الكتاب الأول، وكثيرون غيره من المبدعين يعملون في مؤسسات وزارة الثقافة فهل عليهم دور في مواجهة الوزير من الداخل؟ يجيب: “القضية أكبر من الأشخاص الذين يعملون داخل المؤسسات. إنها قضية كل المثقفين، وليست معركة فئوية. هدفنا جميعاً الحفاظ على مكتسبات الثقافة المصرية، ولا أعتقد أنه يوجد مثقف مصري واحد غير مهموم بقضية أخونة الثقافة”.
ورداً على سؤال هل يمكن أن يتأثر المثقفون بالهجمة المتطرفة ويخلقون رقيباً داخلياً على أنفسهم؟ قال: “الإسلاميون أقل بكثير من هذا”.
القفاش يرى أن الجميع انشغل حالياً بالهمّ السياسي، ويعلّق: “لأننا نحيا لحظات صعبة يصعب الفصل خلالها بين الحياة الخاصة والهمّ العام”، ويعترف أنه وقع تحت سطوة السياسة، ويقول ضاحكاً: “أحاول الحفاظ على الإيقاع العادي، باستطلاع أراء الأصدقاء المقربين فيما كتبته والإنصات إلى ملاحظاتهم فور انتهائهم من قراءة عمل لي، ولكن بعد الانتهاء من النقاش سنعود -أنا ومن أناقشهم- إلى السياسة”، ويضيف: “حتى الكتابة ذاتها تأثرت، فمجموعتي القصصية الجديدة (في مستوى النظر) انتهت فعلياً في ديسمبر 2010، ولم يكن ينقصها سوى بعض الرتوش الصغيرة، ولكنني تركتها تماماً بعد قيام الثورة، فلم يكن البال رائقاً”.
منتصر متفائل بالمستقبل في مصر: “لسبب بسيط ولكنه يكفيني، أن الناس في مصر بعد ثورة يناير اختلفوا تماماً، حيث انكسر الخوف، وتعلموا أن يقولوا أراءهم بدون قلق، وأظن أن هذا السبب يكفي لنقول إنه ما زالت هناك مفاجآت يمكن أن يباغتنا بها الناس، فلا شىء يمنع من أن يتكرر ما جرى في 25 يناير”.