من شرفة الأجداد

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد أنيس

وبكيت كصنبور فسد قلبه

هنا علي ناصية الشارع

بين الجامع والبستان

لسنوات طويلة

كان يمكن أن تمر من هنا

هكذا بمحاذاة النهر

وفي نهاية سور الجامع

كان يمكن أن تراه

هناك في الشرفة الأولي

هذا الجالس بإتجاه الريح

بين رتابة النهر وسرعة العربات

يدخن سيجارته السوبر

تلك الطويلة والفانية كالرحلة

وبسهولة زائفة

يمكنك أن تقطع صمته

(اتفضل، اتفضل والله شوية شاي)

كان بوسعك أن تمر

وربما لن تلحظ تلك الكومة الملقاة أسفل الشرفة

طفل يتيم، حقول رومانسية، مدرسة ريفية، حبيبة أولى، أغان، جامعة، سفر، رجوع، وظيفة، معاش، أبناء وأحفاد، صلوات وقنوط ……

ربما لم يحتفظ بابتسامة مميزة لقدومك

ولا بانتفاضة لسقوطك أثناء اللعب

ولم يصحبك للجامع

لم تسافر معه بإتجاه الحقل

أنا أيضاً

ربما لم أصادقه بما يكفي

ولكن علي الأقل

ورثت الإسم

ورومانسية الحقل البعيد

ولكنك لا تعرف كل هذا

ولا تعرف أن لوادر وجرارات عملاقة

جاءت بالأمس

هدمت الشرفة والمنزل

ثم أزاحت الركام

لماذا إذاً يمكنك المرور بيسر

بينما أجد الشارع

مغلق بالذكريات

……………

* نص من ديوان “من شرفة الأجداد” يصدر قريباً عن دار روافد بالقاهرة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم