غادة خليفة
1
نور نفسي ليس معي،
الظلمة تلتفُّ
أحبس الكلام،
لن يصل إلى لساني أبدًا
أشرب المعنى مُركزًا دون تخفيف
هذه البداية لا تناسبني
ولا أحبائي السابقون يناسبونني
حليب أمي لم يكن صافيًا
أخذتني إلى البحر وطوّحت أنوثتي بعيدا
-أمومتي مقابل أنوثتك
أنا ضد أمي
ضد رغبتها في محوي
أراقب حياتي،
أفككها وأدخل إلى تشابك معتم أكبر مني ومن أمي
أتنفس قبل أن يسحبني الخيط إلى أسفل،
في الظلام تغني سمكة ثم تختفي ثم تظهر.
أصعد إلى طفولتي
أشم العالم حين بدأ
ثم أسقط إلى نفسي
أنوثتي تلتئم بي
أيتها الأنثى الكامنة في عظامي
أنا أعتذر
خدعتني أمي
-“عارالأنوثة لا يُمحى،
أن تكوني امرأة = أن تكوني عاهرة”
يا سيدة حياتي
كل حروبي شوّهتني
أمي طفلة سرقو أنوثتها ولم تحارب
جدتي تتنفس الخوف وتكبر في بيت الطمع
أمي تحب أبي
وحين مات
دفنت نفسها في البيت
أتفتّح في بيت الموت
ألعب مع غبار الشمس
تجذبني أمي من شعري على السلم
تأمرني خالتي أن أتجاهل غضبي
كل نساء العائلة يكرهن أنوثتهن.
0
كل أشجاري سقطت
نخلة واحدة فقط أسميها غادة ودودو وغدوجة
ترتوي بي وتزهر
حين مرّ الوباء من هنا
رقصت معي
ووسعتني.
1-
يصعد القلق إلى بطني
أتغذى على خيال يزدهر مع أم كلثوم
أغني لنفسي
هذا هو “الحشيش” الذي أداوم عليه
يتحول الحب من وجود عميق إلى لا وجود كامل
تختفي العائلة ومشاكلي معها،
يتحول العمل إلى علامة مائية
كل شيء يتراجع لصالح الحب/المخدر
أغفر لنفسي الفشل
وأطمئن إلى جهلي
مقيدة إلى اختياراتي
أقف على تقاطعات حياتي وأرى
الوحدة ليست صديقتي
إنها أختي.
2-
أحشو جسدي بالطعام
أشرب اللبن
وأنتظر في البلكونة.
كلما حاولت الكتابة عن شيء آخر لا أفلح
هذه كذبة صغيرة
لا أكتب عن نفسي
نفسي تلبس الروب الأخضر وتفتح الباب لعامل النظافة
رأسي تتنكر أحيانا لتصبح رجلا أحبه.
أنام في وضع التحنيط ثم يسقط حبل من السقف ويدور حولي يدور
آخر اليوم أحكم وثاق نفسي التي تتبدد مع الساعات الممتدة
“هنا والآن” مغلق للتجديدات.
….