نمر سعدي
المتنبي مجرَّة شعرية هائلة.. أبو تمام كذلك.. ولكن عبقرية المتنبي قادتني إلى الشعر، أحببت قصائد أبي تمام كثيراً، وكنت أتخيلها أشجاراً على جانبي الطريق ونساءً يلوِّحن لي من قمم جبال الخيال وأنا أنهب طريقي إلى مملكة المتنبي وفردوسه الشعري.
أبو تمام كان هو السابق، كان طريقي الجميلة إلى فردوس المتنبي الذي نقل لي عدوى الشعر. لا فكاك من لغة المتنبي، من موسيقاه الصاخبة، من وقع قصائده الرنَّانة باذخة الجمال، ومن سطوة معانيه وألفاظه، أردِّد أبياته حتى من غير أن أفوه بها.. أترنَّم بها ومطرُ أبي تمام يتراقص أمامي في ليل القصيدة، أو في شتاء النسيان، كأوراق خريفية في ريح المتنبي.. مطرُ أبي تمام يغسلني بالضوء.. ويأخذني بعيدا:
مَطَرٌ يَذوبُ الصَحوُ مِنهُ وَبَعدَهُ
صَحوٌ يَكادُ مِنَ الغَضارَةِ يُمطِرُ
غَيثانِ فَالأَنواءُ غَيثٌ ظاهِرٌ
لَكَ وَجهُهُ وَالصَحوُ غَيثٌ مُضمَرُ
وَنَدىً إِذا اِدَّهَنَت بِهِ لِمَمُ الثَرى
خِلتَ السِحابَ أَتاهُ وَهُوَ مُعَذِّرُ
وقلبي كثير التنقُّل بين أبي تمام والمتنبي، بين مجرتين هائلتين من الضوء والشعر والحبِّ والحكمة والجمال:
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى
وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ
وأنا حنيني لقصائد المتنبي الأولى، تلك التي تركت طعمها تحت لساني ودنانير شمسها في ثيابي. وماءها على شفاهي المحترقة من الظمأ، مع أن أبا تمام أستاذ المتنبي الكبير والشاعر الأمهر البارع. ولعلَّ أبيات المتنبي هذه هي أول ما فتحتُ عليه عينيَّ من الشعر:
أُفَكِّرُ في مُعاقَرَةِ المَنايا
وَقودِ الخَيلِ مُشرِفَةَ الهَوادي
زَعيمٌ لِلقَنا الخَطِّيِّ عَزمي
بِسَفكِ دَمِ الحَواضِرِ وَالبَوادي
إِلى كَم ذا التَخَلُّفُ وَالتَواني
وَكَم هَذا التَمادي في التَمادي
وَشُغلُ النَفسِ عَن طَلَبِ المَعالي
بِبَيعِ الشِعرِ في سوقِ الكَسادِ
وَما ماضي الشَبابِ بِمُستَرَدٍّ
وَلا يَومٌ يَمُرُّ بِمُستَعادِ
مَتى لَحَظَت بَياضَ الشَيبِ عَيني
فَقَد وَجَدَتهُ مِنها في السَوادِ
قصيدة مشغولة بالكبرياء ومعجونة بالفخر والأنفة والاعتداد بالنفس والغضب الطفوليِّ.. كروح المتنبي تماما.
ربما كانت طريقة أبي تمام في قول الشعر مغرقة قليلا في الرمزية والبديع والكناية والاستعارة، بحيث يبحث عن المعنى البعيد والغريب والمخترع.. ولكن أسلوب المتنبي يستند على مخيِّلة مجنَّحة مرهفة وعلى إضفاء جو من الدهشة والبريق اللغوي الباهر على قصائده. وما أجمل ما يقوله الشاعر والناقد المصري المبدع عبد الرحمن شكري عن المتنبي مقارنا إياه بأبي تمام والبحتري “ولكن كل هذا النقد لم يسقط الرجل (المتنبي) من منزلته، فلأي أمر تبوأ هذه المنزلة؟ إنه لا شك في مقدرته في الشعر، وإن له من صفاته باعا فيه، فهو بالرغم من معاظلته أحياناً يجيد أساليب البيان كأحسن ما يجئ به أبو تمام. وأحياناً يأتي بالأساليب الحلوة كأحلى ما يجئ به البحتري، وإن كان إتيانه بها عفواً من غير تعمد وتكلف، ولكن كل هذه القدرة في القريض وما عنده فيه من صفات الجودة جماعها أمر واحد وهو الروح الخاصة التي تظهر فيما له صلة من شعره بآماله وخيبتها وتفيض على ما ليس له صلة مباشرة بتلك الآمال، فتعم إذا هذه الروح كل شعره وتكسبه (جاذبية الشخصية) وجاذبية الاعتداد بالنفس والاعتزاز بها وجاذبية لذة البيان المُعبَّر عنها. ولأكثر الشعراء نصيب منها، ولكن نصيب المتنبي أوفر نصيب. وهي أيضاً التي بصرته بدخائل النفس الإنسانية وأسرارها وعيوبها كي يتخذ من تلك البصيرة بالنفس الإنسانية عامة سلاحا يساعده في الاعتزاز والاعتداد بنفسه فاعتداد المتنبي بنفسه إذا سبب طلاوة شعره وسبب حكمه وأمثاله وسبب ما يشعر القارئ في شعره من القوة“.
تحملني أطياف الذكرى إلى صيفٍ غائم بعيد في غرفة ذات طابع أكاديمي فيكتوري رصين تجمعني بمستشرق ذي اهتمام كبير بالشعر العربي القديم. يندلعُ نقاش حول أبي تمام والمتنبي، حول تأثير كل منهما في تجارب شعراء عرب لاحقين، فيفضل حينها المستشرق البروفيسور أبا تمام على المتنبي فيجرح كبريائي بلطف. ويصيبني الذهول وتنتابني الدهشة، فأنا كناصيف اليازجي ومحمود درويش وأحمد شوقي عاشق أبديٌّ للمتنبي ولا أكاد أجعل من شعراء العربية كلهم أحداً فوق المتنبي، حتى لو ملكت قلبي استعارات أبي تمام وانزياحاته وتشبيهاته البليغة، حتى لو كان بدر شاكر السياب مشدودا لأبي تمام لتشابه غريب بينه وبين الشاعرين الانجليزيَّين اللذين تأثر بتجربتيهما الشعريَّتين إديث ستويل و ت س إليوت. فعندي ثمَّة من يشبه المتنبي في كبرياء روحه ونزقها وبهاء لغته وبياضها الأجمل ومجازه الضوئي وصوره المبتكرة.
ثمَّة وصفٌ للناقد الدكتور أنيس المقدسي لأبي تمام أوردهُ في كتابه الأثير “أمراء الشعر العربي في العصر العباسي” يقول: “وادٍ بعيد الغور كثير الجنادل يرده الناهل فلا يبلغه إلا بعد أن تكلَّ قدماه وينقطع نفسه، على أنه إذا وصل وجد فيه ما ينسيه أهوال الطريق ومتاعب الرحيل. ذلك هو أبو تمام في شعره – هدَّارٌ كثير التأنق ولوعٌ بسلوك أغرب السبل إلى المعاني“.
فهو إذن نهر بعيد.. عذب الماء، عميق القرار يُسمعكَ ألحاناً جديدة لم تسمعها من قبل، ولم تألفها.. في طريقك إليه تتجشَّم الصخور ولكن ما أن تصل إلى إليه حتى تنسيكَ ألحانه العذبة غير المألوفة وعورة وعناء الطريق.
أبو تمام من شعراء الطبقة الثالثة من المحدثين انتهت إليه معاني المتقدمين والمتأخرين، برز أبو تمام في ظرف مميز وهو حركة الترجمة الواسعة لعلوم الأوائل من اليونان والفرس والهند فتشبع بكل هذه العلوم وهذه الثقافات حتى حصف عقله واتسع خياله ورسم لنفسه مذهبا خاصا به وهو تجويد المعاني وتسهيل العبارة، فاستكثر الحكم في شعره واستدل على الأمور بالأدلة العقلية والمنطقية ولو أدى به ذلك إلى التعقيد أحيانا وحاول إخفاء ذلك بالإفراط في استخدام المحسنات البديعية والصور البيانية وهو بذلك مهَّد الطريق للمتنبي بعده ولذلك قال أبو العلاء المعرِّي: “إن أبا تمام والمتنبي حكيمان والشاعر هو البحتري” وتثبت هذه المقولة الفكرة القائلة بأن شعر أبي تمام يغلب عليه العقل والمنطق والحكمة وهذا ما يمكنك أن تقف عليه من خلال بائيته المشهورة التي مطلعها:
السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُـودُ الصَّحَائِـفِ فِـي
مُـتُـونِـهـنَّ جـلاءُ الــشَّـك والــريَـبِ
والعِـلْـمُ فِــي شُـهُـبِ الأَرْمَــاحِ لاَمِـعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
ونحن نذكر المساجلة الطريفة التي قامت بين ناقد متشبِّث بالقديم هو أبو العميثل وبين أبي تمام حين قال له: يا أبا تمام: لم تقول ما لا يفهم؟ فأجابه أبو تمام: لم لا تفهم ما يقال؟ وهذه المساجلة تبرز مباينة أبي تمام لما ألفه النقاد والشعراء القدامى فهنا مناظرة بين ذوقين: ذوق عربي خالص يرى أن الشعر ينبغي أن يكون واضح المعاني بعيدًا عن الغموض، وبين ذوق شاعر محدث ذي ثقافة عقلية فلسفية يغوص على المعاني فلا تدرك إلا بكد الذهن، وقد جاءتنا كلمة ابن الأعرابي حين سمع شعر أبي تمام فقال: إن كان هذا شعرًا فما قالته العرب باطل.
يقول ابن الأثير عن أبي تمام: “أما أبو تمام فإنه ربُّ معانٍ وصيقلُ ألباب وأذهان، وقد شهد له بكل معنى مبتكر، ولم يمش فيه على أثر” ومجمل القول هو أن شعر أبي تمام اتسم بطابعه الحكمي العقلي ويمكنك الوقوف على ذلك من خلال قصيدته الطويلة فتح الفتوح أو فتح عمورية.
أما المتنبي فقد دارت الحكمة عنده حول عديد من قضايا الحياة التي يحياها، فتناولت الأخلاق والمجتمع وعكست ما عنده من الطموح والإخفاق والتشاؤم، وترجمت عن نظرته للدين والدنيا، والجمال والقبح، والمال.
ولعل الحكمة عند المتنبي اتجهت إلي ثلاث مناح رئيسية:
الأول: وهو يصور إلي حد كبير شخصيته. فهو طموح النفس، يدعو إلى الإقدام والإقلاع عما يسبب التخلف حتى ولو كان السبب في ذلك هو الشعر:
إلى كم ذا التخلُّف والتواني
وكم هذا التمادي في التمادي
أما المحور الثاني: فقد تناول فيه المجتمع، يشير إلى ما استشري فيه من فساد ناقدا أهله وتصرفاتهم، جاعلا من نفسه لهم وفيهم حكما وحكيمًا، كاشفا ومحللا لنفوسهم:
ذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرَّدا
أما المحور الثالث الذي دارت حوله حكم المتنبي هو (قضية الحياة والموت):
نبكي على الدنيا وما من معشر
جمعتهم الـــــــــــدنيا فلم يتفرَّقوا
لا يختلف اثنان في أن المتنبي بلغ مرتبة عظيمة في الشعر شغل الناس قديما وحديثا .
يستشف القارئ من شعر المتنبي معاني الطموح والتعالي وبلوغ المراتب العليا، وطلب المجد. فهو يستهل أغلب قصائده بمطلع حكمي رائع يشيد ويعظم ويفتخر ويتعالى إلى المراتب العليا.
تمتاز معاني المتنبي بالعمق والرصانة والحكمة. من أحسن قصائده قصيدته في مدح سيف الدولة والتي يستهلِّها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظائمُ
وهناك قصيدة أخرى مشهورة له في الفخر ومطلعها:
سيعلم الجمعُ ممَّن ضمَّ مجلسنا
بأنني خيرُ من تسعى به قدمُ
فالمتنبي هو الشخصية القوية التي تتجلَّى في جميع شعره مدحاً وهجاءً وفخراً. يقول ابن رشيق عنه: “ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس“.
ويصف مذهب أبي تمام في الشعر: “إن قارئ شعر أبي تمام يقف حائراً أمام طلاسمه وغموض معانيه، فإذا تمكَّن من فهمِ مراده وجد لذةً في عمقِ معانيه، مثل قوله: «وركبٍ يُساقونَ الرِّكابَ زُجاجةً:
مِن السَّيْرِ لم تَقصِدْ لها كَفُّ قاطِبِ
فقد أَكَلُوا مِنها الغَوارِبَ بالسُّرَى
فصارتْ لها أشباحهمْ كالغواربِ»
فأنه جعل السير خمرًا لم يمتزج بماء، يديرها الركبان لتنعشهم في سيرهم. وشدة السير أذابت سنام النوق، وأنحلت أجسام الراكبين حتى صارت أجسامهم بمثابةِ أسنمة الإبل“.
يقول الناقد محيي الدين صبحي في دراسة له حول شعر الشاعر الفلسطيني معين بسيسو: “إنه يتبع أخشن طرق الأداء، ويركب أوعر أساليب التعبير، شاعريَّتُه ينقصُها الصّقل، ولكن نقصان الصَّقل ميِّزة فنيَّة متّسقة تسِمُ أعمالَه كلّها بسمة الخشونة وإفراط في المباشرة، والانحراف بالصورة عن إطاره الإنساني إلى شيء من التّوغّل الوحشيّ، كلُّ هذه لمقصد سياسي”. ولكني حين قرأتُ هذه الإضاءة النقدية العميقة على شعر معين تذكرتُ أبا تمام وتذكرتُ ولعه بالغريب من المفردات وطريقته الشعريَّة في ركوب أوعر الطرق إلى المعنى.
كان ظهور أبي تمام نقطة تحول في الشعر العربي القديم إذ لفتت طريقته الشعرية بحداثتها وجديدها الأنظار فأثارت ردود فعل متباينة بين النقاد والناس فاختلف النقاد حوله واختلف معهم الناس إلى يومنا هذا. كان البديع هو محور التجديد والتحديث في طريقة أبي تمام الشعرية، وتوظيف أبي تمام للبديع أخذ في معظمه نمطاً شكلياً فعاب عليه نقاد كثيرون هذا المنهج المبالغ فيه ومنهم الناقد العباسي الشهير عبد الله بن المعتز الذي رمى أبا تمام بالتكلف والإسراف في استخدام البديع. على أن أبا تمام -رغم ذلك كله- ظلَّ شاعر العربية المجلِّي الذي لا يشقُّ له غبار ولا يوجد له منافس أو معادل، وظل الشاعر الأول حتى ظهر نجم المتنبي، حيث سرقَ الأضواء من كل شعراء العربية، ومنهم أبو تمام، والذي كان من سوء حظِّه ونكادة طالعه ظهور شاعر أسطوري فذ بعده يسمَّى المتنبي، ملأ الدنيا وشغل الناس ضجيجًا وشهرة، وأصبح الشاعر النادر والذي لا يتكرر.
ولم يشأ المتنبي أن ينهج نهج أبي تمام الشعري وبالذات في توظيف البديع والذي وظفه أبو تمام توظيفًا شكليًا فخالفه المتنبي فوظف البديع لخدمة المعنى، فالبديع في شعر المتنبي كله جاء لخدمة المعنى.
وكل الشعراء شعراء معنى بما فيهم أبو تمام، لكن البراعة هنا تكمن في مخالفة المتنبي الذكية لأبي تمام وعدم تقليده قبل أن تكون قضية شكل أو قضية مضمون.
قصائد المتنبي مسكونة بالريح، بصدى الصحراء والتيه وصهيل الخيل.. والمتنبي يراوغ الريح في شعره ويستدرجها. ثمَّة ريحٌ راقصة في أبياته.. ثمَّة صهيلٌ وماء.. ثمَّةَ فرسٌ من الريحِ.. ثمَّة صليل يأتي من بعيد.. من غابات أشجار الرمل ومن شعاب خضراء لا تكادُ تحصى:
عَلى قَلَقٍ كَأَنَّ الريحَ تَحتي
أُوَجِّهُها جَنوباً أَو شَمالا
إِلى البَدرِ بنِ عَمّارِ الَّذي لَم
يَكُن في غُرَّةِ الشَهرِ الهِلالا
من الصعب أن أقرأ المتنبي مجرَّداً من أسطوريته الشعريَّة في أدبنا العربيِّ القديم، ومن المستحيل الإحاطةُ بخلجات نفس المتنبي الكبيرة وطموحه وكبريائه وحكمته ونبوغه الشعري في هذه العجالة، ولكن لنختم بوصف الناقد الدكتور أنيس المقدسي للمتنبي في كتابه المذكور أعلاه “نفس عزيزة شديدة المطامع تدفعها شهوة الدنيا إلى طلب المجد والقوة، فتندفع إليهما بعزم الفارس المقدام. ثم لا تلبث أن تصطدم بالفشل فترتدَّ على أعقابها دقيقة المعرفة بحوادث الزمان، صائبة النظر في عواطف الانسان – تلك هي حكم المتنبي البليغة وخوالج نفسه الكبيرة“.
سأستمر على شغفي بأبي تمام والمتنبي وأحفادهما ولكن ما أشقى أن ينقطع حبل الإلهام النازل من شرفات السماء، وقد كان متينا تتأرجحُ به روحي لسنين خلت.. فأستدرج عبثا قصائدي المسجونة في أبعد الغيوم فلا تأتي، وأهشُّ على حزن القصيدة بنثر عصيٍّ وريحٍ خضراء.