أبداً .. آمل أن تجد الإنسانية في قادم الأزمان ذلك المنقوص . و هذا الجزء هو أحد الألواح من ” ملحمة الأسطورة ” .
قبْـلَ وجود ِ الماء ِ ,
دخان ٌ ذهبيٌّ كان َ ,
فراغ ٌ فضيٌّ ,
و عناصرُ حدس ٍ ناريٍّ ..
قبلَ النغمات ِ الزرقاء ِ ,
حضورٌ ليسَ حضوراً كان َ ..
و كانت
أسئلة ٌ خضراءُ ,
تراقصُ أجراماً لن توجدَ ..
أسئلة ٌ حمراء ُ ,
تهاجسُ أكواناً ستكون ُ ..
و أسئلة ٌ [ بيضاء ُ ] ,
تـُـناغم ُ ناراً تتلو النارَ على الغيب ِ ,
فيهذي ..
( ……. )
قبْـلَ الساكن ِ في الإيقاع ِ ,
و بعْـدَ السابح ِ في [ الإشعاع ِ ] ,
رآني المجهولُ فهامَ بلا
قبْـلُ
و لا
بعْـد ُ ..
و داختْ شُـهُـبٌ بيني ..
ثمة َ ثلج ٌ ,
يتلصّـصُ منْ نشوتهِ الأولى
لهب ٌ ,
ينسجُ للماء ِ البدء َ ..
غوامضُ ,
تشـْـكلُ في القمر ِ الظن َّ ..
نيازكُ ,
تفصلُ ,
يمَّ النقطة ِ
عنْ
موج ِ مخيّـلتي …
منذ ُ المعنى ,
و الملكوتُ ,
كلامٌ مغمورٌ بالأرواح ِ ,
و صمتٌ مبحوحٌ برياحي ..
منذ ُ الملكوت ِ ,
ضبابٌ مسحورٌ ,
يُـطبقُ كالسر ِّ على [ الموسيقا ] …
و هيولى ,
يسبحُ فيها ,
حلم ٌ مخمور ٌ ..
ماذا لو لسعَ النومُ نعاسَ الضوء ِ ؟
و ماذا لو هاجتْ فتنة ُ كشفي ؟
هل ستكون ُ الهالة ُ غامضة ً ؟
أمْ تبدو النقطة ُ هاذية ً ؟
أمْ ,
ماذا لو
لم ْ تكن ِ البغتة ُ بدءاً ؟
( ……. )
قبْـلَ وجود ِ النار ِ , الماء ِ , الحدس ِ ,
تماوج َ رمز ٌ بدئي ٌّ ,
فتفتـّـح َ شِـعري :
أثراً
يهربُ
كالشجر ِ المحروق ِ إلى الشطحات ِ ..
و مالتْ أزمنة ٌ
يحسبها الرائي
رغبات ٍ لعلائقَ تمضي ..
منذ ُ متى ,
يُـبصرُنـَـا عَـدمُ المحتمَـلاتْ ؟
… … … ؟ ؟
لا وعيٌ ,
يتراشقني …
و يطلُّ عرائشَ شعوذة ٍ ,
صخباً محمرّاً ,
رنـّـات ٍ فاترة ً ,
و هباءً مخضرّاً ,
آلاماً باردة ً ,
و سكوناً حارّاً ….
هل ْ ,
ما كان َ هنا ,
ضاع َ .. ,
كنار ٍ في الصوان ِ ؟
جروحي ,
[ ثلج ُ جحيم ٍ ] ,
يهربُ ,
منـّـي و إليَّ ..
فيخضر ُّ دعاء ٌ
تتغازلُ حُـمّـى المكنون ِ
و ينقض ُّ علي َّ
/ طيوفاً
ما
تختزلُ الموسيقا …
ثمة َ أشياءٌ ,
تتكوّن ُ خارج َ ما كان َ ,
و ما
يأتي ..
ليسَ الكونُ سوى كلماتي ..
فـَـلـْـتبدأْني اللا مرئيّـات ْ :
( …….. )
همْـسُ ملائكة ٍ
صمتٌ ممسوسٌ
لغة ٌ تتغنـّـى بالمستعصي
كنتُ السحْـرَ المسحورَ و قد ْ جاء َ مع َ الكون ِ إلى النفي .
صلواتي ,
[ سـَـرمـدُ تأنيث ٍ ] ,
يُـشعلُ ,
أسطورة َ مائي و هوائي ,
ناري و ترابي ..
فأصيرُ :
كواكبَ تركضُ فيَّ ,
تراتيلَ بنفسجة ٍ ,
صلصالا ً يغوي الرؤيا ,
بخـّـوراً أزليـّـاً ..
و أصيرُ الموتَ المشرقَ منْ غيب ِ عمائي ..
أنواتي ,
عتـْـم ٌ أبدي ٌّ ,
يعلو …
فيُـضاءُ فنائي بوجودي ..
و يُـضاءُ ,
وجودي بفنائي ..
أشكالُ أثير ٍ ,
و تشف ُّ كثافة ُ مفردتي :
شعلات ٌ منْ صفصاف ٍ ,
يرقاتُ جنون ٍ ,
قزحٌ منْ أموات ٍ ,
و سحابات ٌ قيد النسيان ْ ..
مَنْ .. أوحى للمحْـو ِ بأن ْ
يتأرجحَ بينَ ظنوني و نباتي ؟
أصواتُ زمرّدة ٍ ,
غيبوبة ُ رؤيا ,
و هسيسُ هُـلام ٍ ..
هل تنفجرُ أناشيد ُ الميقات ْ ؟
آثارٌ ,
تـَـخطفُ ملمحَـها منْ هيئات ٍ تـَـتكوّرُ كوناً غيرَ الكون ِ ..
نساءٌ منْ إشعاع ٍ يرفعْـنَ الأرضَ ..
سماء ٌ يفلتـُـها رحم ُ فناء ٍ ..
و عواصفُ سَـكـْـرى ,
تتراصُّ فضاءً ,
لهباً ,
نصّـاً شكـّـاكاً ,
أو ْ …
كانَ الوقتُ ,
يعودُ إلى [ حيرتهِ العذراء ِ ] ..
و كنتُ
نهايات ٍ لم تبدأ ْ ,
تتملـّـصُ
منْ روح ٍ
تدعو اللا مفهومَ
إلى
رعشة ِ ما يتجدّد ْ ..
هل أنثرني نبضاً في أحوال ِ المعنى ؟
أمْ أشعلـُـني كبدايات ٍ لن تبدأ َ ؟
أمْ ,
أتصيّـرُ :
غربة َ لا معنىً في اللا معنى ؟
لمّـا
تزل ِ الأسطورة ُ ,
حرفاً للمحذوفات ِ ..
و لمّـا
يزل ِ المحذوفُ ,
طقوساً للمكتوبات ِ ..
تقدّسَ
محوي
و تبارك َ سِرُّ هبوبي ..
يا .. خافيتي ,
أجنحة ُ الأنهار ِ ,
[ هلالُ البدء ِ ] ,
أنا .. ,
عذراءُ النار ِ ,
و روحُ الأدغال ِ ,
فراغ ٌ يتعمّـد ُ بالمتعالي ..
و أنا ,
سُـررُ المغرب ِ و المشرق ِ .. ,
غيبٌ يَـتلاسَـنُ بالأنوار ِ ,
و موتٌ .. ,
يغزلني تعويذة َ شِـعر ٍ …
يا .. خافيتي ,
روحي ,
نقطة ُ بسملة ٍ ..
لحدي الشمسُ ..
و مهدي ,
إيقاع ُ الأكوان ِ ..
فكوني :
أجراسَ بياض ٍ ..
و ليقرع ْ ,
مَـتـْـنـُـك ِ بحراً لوتسيّـاً ..
و لـْـتـَـتحلزنْ عزلة ُ إيماءاتِـك ِ ..
فانشطري
رؤيا
[ لا ]
تعبرها أيّـة ُ رؤيا ..
و انتبهي ,
لإشارات ٍ تتصادمُ بينك ِ ..
رَعْـدَئِـذ ٍ ,
ينكشفُ المدلولُ البلـّـوريُّ ,
و يحتجبُ البرقُ دلالات ٍ ,
و وشيكاً .. ,
ريحان ُ المحجوب ِ ..
وشيكاً ,
طيرُ تآويلي ,
يتحوّلُ كالنقطةِ نصّـاً عذريّـاً ..
سترينَ وصولَ فضاءاتي
سنسمّـيها :
” مَـحْـوَاذ َا ” والجة َ الأسرار ِ
فيا .. مَنْ ,
تتغلغلُ في الإيقاعات ِ انتفضي ..
يا مَنْ ,
تتجوّلُ في الرشقات ِ انبعثي ..
أ وَ لسْـنـَـا بعضاً في كل ٍّ ؟
كلا ًّ ,
في بعضي .. ؟
أ وَ لسْـنا ,
لمحات ٍ و أعالي ؟
( ………… )
فارَ اللحن ُ ,
و هبّـتْ نـُـذري ..
و هناك َ ,
رأتني الصعقة ُ إدهاشاً ,
يـُـسند ُ بـِـكـْـرَ الهالات ِ ..
هناك َ .. ,
رأيتك ِ .. ,
كانَ
وراءَ المتكاثف ِ فينا
ما
يَـتشـَـافـَـف ُ ..
كان َ
نخيلٌ يصعد ُ مركبَ عطر ٍ ,
سُـدُم ٌ تعدو .. ,
و صنوبر ُ رمز ٍ ,
و جحيم ٌ بين نجوم ٍ غائبة ٍ يشدو ..
كنت ِ
تمائم َ ماس ٍ ,
/ بينَ كسوف ٍ و خسوف ٍ ,
يتبعها معبد ُ شمس ٍ ,
فتضيعُ مجرّات ٌ ..
و ترينَ معي :
كيفَ
[ بلا تكوين ٍ ] ,
يتكوّن ُ ما يتجلـّـى ..
لا
أحد ٌ يعرفُ كيفَ جنوني يعبرني ؟
كيفَ
براءة ُ صوري ,
تأتي بالزمن ِ المنسيِّ ؟
تـُـراود ُ أخيـلة َ المتحاجب ِ ؟
ذاكرة َ الزمن ِ القابل ِ ؟
كيف َ
/ لمرّتِـهَـا الأولى ,
تحزمني الإشراقات ُ بصائرَ تابوت ٍ ؟
أقسمَ كوني :
أنَّ جهاتي ما .. كانـَـتـْـنِـي ,
أني ,
ذرّة ُ لا متناه ٍ يتعدّد ُ في الأكوان ِ ,
و يُـرعشُ ما كانَ سيأتي …
يـُرعشُ :
مفقوداً منْ موجود ٍ ..
موجوداً .. ,
منْ مفقود ٍ ..
و جليـّـاً ,
يتمدّد ُ في اللا إمكان ِ ..
و يهطلُ :
أزماناً تجهلها الأزمان ُ ..
و تعرفها ,
لغة ُ اللا مرئي ..
لمْ
تلمحْـني الأنهارُ ..
فكيف َ ,
وشـَـى العنبرُ للياقوت ْ .. ؟
أتجاهلُ ,
ظِـلَّ ظهور ٍ يحلمُ بفضاء ٍ غاف ٍ ..
أتمادى ,
معَ ما صارَ قصائدَ دائخة ً ,
و مُحَالات ٍ فاتنة ً ..
و أمدُّ الأجنحة َ الأكثرَ ناراً ..
فيهيمُ الموجُ ,
و يستخرجُ أوّلَ أرض ٍ منْ مطر ٍ أزرقَ ,
ثمَّ ,
يقولُ اللهبُ المتجمّـد ُ :
كـُـن ْ ..
فيطوفُ المسجورُ ,
يطوف ُ اللا مسجورُ ..
و حولَ رنيني ,
ينصهرُ اللا مألوف ُ ..
فلا
أمحوني
لا
أكتبُـني ..
أبداً ,
في البرزخ ِ هيئة ُ نوري ..
و فواصلُ عشبي :
سيمفونيّـاتٌ ترعبُ أسئلة َ التكوين ِ ..
خرافاتٌ ,
ستخيفُ خرافات ٍ ..
و مشاعلُ ألواح ٍ تـُـفزع ُ
أرواحاً
ليستْ
منْ صلصال ٍ ..
هلْ :
وقـْـعاً ,
وقـْـعاً ,
نتركـّـبُ شـُـبهات ٍ .. ؟
أمْ :
معنى ً ,
معنى ً ,
نتفكـّـك ُ موسيقى ؟
( ………. )
كروماً ,
أشعلُ شكـّـي ..
و عميقاً ,
أنزحُ متزأبقة ً ..
فيدوخ ُ الموتُ المخضرُّ ,
يهش ُّ بجمري َ [ آنــَــات ٍ تـَـتبرعمُ ماءً ] ,
و يطيرُ كوحدي ..
تتهشـّـمُ أزمنة ٌ ..
شجرٌ ,
يتركُ لوني لجـِـرار ٍ تلهو بالبرق ِ ..
نبيذ ٌ ,
يتخلـّـى عن نسغ ِ كمائنه ِ للوقت ِ ..
و لسْـع ٌ يتعرّى ,
يَـتنامى ,
يتجلـّـى ..
لسْـع ٌ ,
يَـتخافى , كي .. :
يتغايرَ ما يتداخلُ منْ تشكيل ٍ ..
أو ْ .. ,
يتغالقَ ما بينَ الظل ِّ و ضَـوئي ..
( …….. )
تـتـكوّن ُ أزمنة ٌ ..
أهتز ُّ سحاباً مرَّ قديماً ..
/ لم يلمحْـني أيُّ فناء ٍ /
ترقصُ أزهارٌ بطيوفي ..
شررٌ ,
يطفو فوقَ اللحظة ِ
/ تلكَ الأكثر ِ تـطـْـوَافا ً ..
و كما سيكونُ ,
أراني :
مخبوءاً ,
مرتجفاً بهيولات ٍ [ ترفضُ أيَّ رجوع ٍ ] ..
بيني ,
يتمايلُ وحيٌ [ ما مرَّ قديماً ] ..
كانَ الآتي ذاكرتي …
فلـْـيتزوبع ْ إيماء ٌ ..
و لـْـتـَـتـَـظانـَـن ْ حِـمم ٌ بضبابي …
إني آنستُ
و ما
آنستُ نشوري ..
/ فـَـلـْـيتبارك ْ سِـحْـري
وَ لـْـيَـتـقـدَّس ْ سِـتـْـرُ كشوفي /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة سورية