د. مسعود شومان
هذا كاتب ينتمى إلى جنس الكُتَّاب الحدائق، حيث تنوع الأشجار، والثمار، والظلال، وسوف أتوقف عند شجرة واحدة في حديقته الملآى بالطعوم؛ شجرة تستمد أغصانها من العرق الشعبى، ومن قيم وعادات وتقاليد الجماعة الشعبية، فرحلة الكاتب الكبير محمد جبريل ومحطاتها المتعددة تستحق وقفات حول منجزه الغزير كما وكيفا، لكن شجرته الموسومة بالشعبية لم يتوقف عندها ناظر، ولم يتفيأ بظلها عارف، بداية من اللمحات التي تشير إليها عناوين كتبه، وهى على تنوعها بين الدراسات والمقالات والقصص والروايات تعكس قدرته على الولوغ في العوالم شديدة المصرية، بما فيها من معان عميقة لمفهوم الهوية وتجذرها على مستويي الإبداع الفردى، والإبداع الشعبى الذى أنتجته جماعتنا الشعبية ذات السمات والمواصفات القيمية والجمالية، من هنا وجب الإشارة بداية إلى عدد من العناوين / المفاتيح التي تسر لنا ببعض أسرار عوالمه، فمن مؤلفاته في مجالى كتابة المقالات والدراسات: مصر في قصص كتابها المعاصرين-مصر.. من يريدها بسوء – قراءة في شخصيات مصرية- مصر المكان، دراسة في القصة والرواية – ملامح مصرية – الصوت الهامس يعلو، دراسة نقدية سوسيولوجية، ولا يقتصر الأمر عند الدراسات والمقالات التي تذاكر وجه مصر وشخصياتها، لكنه يغوص بعمق في سبائك ناسها وإبداعهم الشعبى من سير وأمثال وتعابير شعبية لنجد هذه الكتابات التي تقف منقبة عن الجذر الشعبي في أرواح وإبداع المصريين، ومنها: البطل في الوجدان الشعبى المصرى- مصر الأسماء والأمثال والتعبيرات، وتمتد غصون هذه الشجرة العفية لنري امتدادها في عدد من المجموعات والمختارات القصصية منها: سوق العيد – حارة اليهود، وتتمدد الأغصان معلنة عن جذرها في عدد من كتب السيرة، كسيرته الذاتية التي تتمثل في حكاياته عن جزيرة فاروس، أو سيرة المكان كما في كتابه البديع: الحنين إلى بحرى، ويأتي غصنه الباسق المستلهم لعادات وتقاليد المكان، وتاريخ وكرامات أوليائه متمثلا في رواياته التي لم تلق ما تستحق من متابعات نقدية، ومنها رباعية بحري: أبو العباس- ياقوت العرش – البوصيري – على تمراز، إنه غصن سكندري تخرج منه فروع روايات: المينا الشرقية- صيد العصاري – أهل البحر- صخرة في الأنفوشى.
- أيامه القاهرية، ومصادره الفولكلورية
إن القارئ لمجمل أعمل محمد جبريل، خاصة ما يتعلق بسيرته الذاتية سيجدها كثير الترحال في المكان، وقد أجبرته ظروفه الحياتية على التنقل من مكان لمكان، ومن سمات ثقافية وملامح فولكلورية مغايرة، وبين هذه المراوحات تربت العين ووعت الأذن التمايزات والتماثلات، وتربى وعيه كإثنوجرافى يصف ما ترسخ في مخيلته، ولو تأملنا بعضا مما كتبه في “أيامى القاهرية” لأدركنا معني الكنز الذى وقع عليه وكان أحد أهم روافده الفولكلورية، اسمعه وهو يقول “صعبت على نفسى، وأزمعت أن أترك شقة الأسرة فعلا في أحياء الإسكندرية المختلفة، أولاها في شارع صغير متفرع من شارع السيالة. حجرة بلا طابق، ما يسمى بالطابق المسحور، تدخل إليها بإحناء جسدك، وتخلو من الماء والكهرباء، فهي للنوم فقط، وإذا أردت الذهاب إلى دورة المياه، فبوسعك الذهاب إلى مسجد المسيرى القريب، وإذا احتجت شيئا يسهل تحقيقه، فعليك أن تلجأ إلى الجيران، وكانوا من أسر الصيادين، والعاملين في المراكب والميناء. وكانت معظم رؤيتى للنساء، فغالبية أوقات الرجال في العمل، أو على القهاوى”، ويدرك جبريل الملامح الإنسانية والمكانية بما تتضمن من مفردات تتعلق بالمهن ولغاتها ومفرداتها وعاداتها، لذا فقد كانت الفترة التي قضاها في عالم بحري: السيالة والأنفوشى ورأس التين “مدخلا لحياة مغايرة في العادات والتقاليد والقيم والسلوكيات اليومية، العلاقات المتشددة والمتسامحة، والظروف الاقتصادية القاسية، وسطوة المعلمين، والتعامل مع المجهول، وهناك تعلم مفردات بيئة الصيادين: البلانس، الفلوكة، الجندل، السنارة، الغزل، الطراحة، الجرافة، النوة، الحلقة، الشروة، البوغاز، الشرد، الطياب..” هكذا انتقل جبريل من بيئة الموظفين التي عاشها في كنف أسرته لبيئة الصيادين حيث يقف على شاطئ البحر، يرقب صيادى الجرافة والطراحة والسنارة، ويتردد مع صديقه على الميناء الغربية، متجولا بين الشون والمخازن والحاويات والصناديق والأجولة، يتأمل البواخر، كما يرقب حركة البيع والشراء في حلقة السمك، يحيا الموالد وحلقات الذكر في “أبو العباس” والبوصيرى وياقوت العرش ونصر الدين، واختار المذاكرة في صحن مسجد أبى العباس، وعرف قهاوى الصيادين، وأماكن تجمعاتهم، من هنا تشكلت ذاكرته المكانية بمن فيها من بشر ومهن ولهجات، وتكونت فسيفساء لوحته المصرية التي تعج بالعناصر الفولكلورية التي تتمثل في المفردات اللغوية – طريقة الأداء – العادات والتقاليد- منظومة القيم – الأدوات – الصناعات والمهن- بعض النصوص الشعرية والحكائية، وإذا تأملنا بين سطور حكاياته سنجد المقهى أحد مصادر انطلاقه وتعرفه إلى هذه التفاصيل الفولكلورية، وقد تعلمنا في الدرس الميدانى أن القراءات الاستطلاعية والملاحظات الميدانية من أماكن التجمعات كالأسواق والمقاهى، وقد كانت المقهى من منطلقات محمد جبريل لملاحظة وجمع جزء مهم من مخزونه المعرفى، يقول جبريل: “جلست على قهوة الزردونى في شارع السيالة، وتعرفت إلى تعامل الصيادين مع البحر، ومع مشايخ الحلقة، ومع بعضهم البعض. حتى مفردات الكلام والأزياء وزحام القهاوى أشهر الشتاء، وخلوها أشهر الصيف.. ذلك كله وفر لى مادة خصبة، أفدت منها في تناولى لأبعاد الحياة في المنطقة التي ظلت في داخلى، حتى بعد أن تركتها وسافرت إلى مدن في الشرق والغرب، فظلت منطقة بحرى مثل جبل المغناطيس في الحكاية الشهيرة، تتجه إليها – بمناسبة وبلا مناسبة – تصوراته وسرحاته ولحظات التذكر! تختلف نمطية الحياة بين كل حى وآخر، لكن نمطية الحياة في بحرى تختلف عما تعرفت إليه في أحياء الإسكندرية الأخرى بصورة مؤكدة. أصارحك بأن الإسراف في الترحيب بى من جيران غرفة الطابق السحرى، كان هو الباعث – لا سواه – لأن ألملم أشيائى، وأهجر الحجرة الصغيرة”.
وبالرغم من انتقاله مكانيا من الإسكندرية، ومن مكمن عشقه وتشكل ذاكرته للإقامة في حى مصر الجديدة في أواخر السبعينيات، إلا أنه لم يكتب حرفا عن هذه الإقامة الطويلة، وخلت كتاباته من اسم ميدان أو شارع أو حديقة، أو أى ملمح يشى بمكانية مصر الجديدة، بينما كانت الإسكندرية هى الشخصية الرئيسة في معظم ما كتب، وهو ما نطالعه في سيرته الذاتية حين يقول “وفى الحنين إلى أماكن الطفولة والصبا والشباب الباكر. أغمض العينين أحيانا، أتخيل أنى لو فتحتهما فسيطالعنى ميدان المساجد وأبو العباس والبوصيرى وياقوت العرش وعلى تمراز والخمس فوانيس والكورنيش وشارع الميدان والحلقة وميدان المنشية وسراى رأس التين واللعب في الشارع الخلفى، ملامح ثبتت في الذاكرة، لم يغيبها الزمن.
وضمن رصده الاجتماعى والثقافي يتوقف أمام مقهى المسيري الشهير بمدينة دمنهور، تلك المقهى التي أتاحت لعشرات المواهب من أبناء البحيرة أن تصل أصواتهم إلى مركزية القاهرة: محمد صدقى، فتحى سعيد، عبد القادر حميدة، رجب البنا، خيرى شلبى، وغيرهم. وتردد على قهوة المسيرى عدد كبير من نجوم الفكر والأدب: توفيق الحكيم، يحيى حقي، محمود تيمور، محمد مندور، زكريا الحجاوى، يوسف السباعى، محمود البدوى، وغيره، كان المسيرى – في قهوته – صاحب الرأى الأخير، والحاسم. أما عائد القهوة، فقد كان يكفل له مستوى طيبا من المعيشة يفوق ما كفلته له وظيفة السباعى، ويواصل رصده لحالة عدد من الكتاب المهمين قائلا: “كان محمد حافظ رجب بائع لب، والمسيرى صاحب قهوة، والأطمس نجارا، فهم – إن جاز التعبير – موظفون ً أصحاب مهن، وكانت “الحرية” هى الميزة الأولى لهم جميعا عند أنفسهم، يتساوون من حيث هم فنانون، مع سواهم من الأدباء، بصرف النظر عن مكانتهم الاجتماعية، كل منهم حر في نفسه. فلما أغلقوا محالهم، وأصبحوا موظفين حكوميين – للأسف – في غرفة الأرشيف الخشبية تحددت مكانتهم الوظيفية والاجتماعية – والأدبية أيضا المقتطعة من حديقة مجلس الفنون والآداب.
- ارتحالات ثقافية في السواحل والبادية
كانت معرفة محمد جبريل الفولكلورية قارة في الأسكندرية، ومستقرة في “حى بحري”، وحين انتقل ليعيش القاهرة عاش التراث في الكتب، وظل ما وعته ذاكرته وما تواترت عليه كتاباته يقوم على استلهام وتوظيف العناصر الشعبية السكندرية إلى أن جاء صيف 1970 فقرر أن يحقق حلما طالما تمناه والمكان المصرى ليبدأ رحلة في الزمان والمكان المصري ويتعرف إلى ما لم يكن تعرف إليه من قبل، محاولا مجاوزة المدينة الساحلية والعاصمة إلى مدن وقرى، لم تغادر صورها الخيال الذي يهبه السماع والقراءة والمشاهدة في الأماكن المغلقة، وتحقيقا للحلم فقد سافر إلى الوجه البحرى والصعيد ومدن السواحل والبادية، حينها تفهم أكثر نصيحة العظيم يحيى حقي بأن الكتابة عن وردة في صورة، تختلف تماما عما لو كانت الوردة في حديقة، فالكاتب – في الحديقة – يلامس الوردة بأصابعه، يتشممها بأنفه، يحتويها بعينيه، يحيا التجربة على الطبيعة، وهذا جوهر آليات التجربة الميدانية التي تتركز في الملاحظة المباشرة والملاحظة بالمشاركة، وهى من آليات العمل للباحث المتخصص، الأمر الذى أتاح لمحمد جبريل أن يدخل هذا العالم ممتلكا التجربة والمعرفة.
- البطل الشعبي في الوجدان المصري
خاض محمد جبريل طريقه المعرفى بحثا عن امتلاك ملامح لهويته التي لا تنصل عن هوية مصر التي عشقها وكتب في ذلك الكثير، ثم خاض تجربة حياتية وميدانية أتاحتها له انحيازاته الثقافية، وعمله الصحفى في التعرف على عدد من العناصر الفولكلورية التي تشكل مرتكزات للهوية، الأمر الذى سنلمحه بكثافة في أعماله القصصية والروائية، وهو ما يمكن تصيفه بالعمل الميداني، FEILED WORK لكنه لم يقتصر على ذلك فقام بما يمكن تسميته بالعمل المكتبى في حقل الدراسات الشعبية DESK WORK، وقد كان نتاج هذه الخبرات كتابه البطل الشعبى في الوجدان المصري الذى قدم فيه خلاصة رؤاه للبطل بين صورته التاريخية والشعبية، حيث لاحظ أن هناك شخصيات في التاريخ لم تكن مثلما عرفناها في المرويات الشعبية، فالوجدان الشعبي يضفي علي البطل مجموعة من السمات التي لم تكن فيه، أو يضعه في زمن غير الذي كان فيه، فعنترة بن شداد عاش في الجاهلية بينما الوجدان الشعبي جعله يعيش في عصر الإسلام كي يدافع عنه، وإذا نظرنا إلي أدهم الشرقاوي نجده في المحصلة النهائية مجرم، مطارد، لكن الوجدان الشعبي حوله لبطل مقاوم لمجرد تحديه للسلطة، فضلا عن قدرة المخيلة الشعبية على الإضافة والحذف بما يتسق مع منظومة قيمها وتصورها عن أبطالها، وهو ما نجده في شخصية ابن عروس الذى نسبت إليه مجموعة من المربعات والحكايات التى جعلت منه حكيما عظيما، رغم تواتر الحكايات التي تشير إلى كونه كان لصا وقاطع طريق، فالوجدان الشعبي له رؤاه التي تفارق السرد التاريخى، وبالرغم من هذه المفارقات بين الإبداع الشعبى والتاريخ فإن القارئ لابد وأن يلتفت للإبداع وجوهره وقدرة الجماعة الشعبية على إزاحة التاريخ لرسم الشخصيات التي تتسم عندها بالبطولة.” فالثابت – تاريخيا – أن عنترة كان واحداً من الفرسان الذين يعتز بهم العرب في العصر الجاهلي، لنجد أن الوجدان الشعبي أضاف إلى سيرة حياته ملامح البطل الذي دافع عن حبه وعن حقه في الحرية والمساواة، ويشير جبريل إلى أن الهلالية لم تكن – علي حد تعبير رائد الدراسات الشعبية عبد الحميد يونس – سوي أهل شغب. قليلا ما يهدون. يقطعون الطريق على السفر حجاجا وتجاراً ويكرهون النظام أيا كان مصدره، والسلب عندهم غنيمة مشروعة تقضي بها خلقيتهم ويقوم عليها مجتمعهم. بحيث صاروا خصوم الدولة النظامية. أما الظاهر بيبرس فإن بداية التحقق الفعلي لمكانته البطولية حين قتل قائده العظيم المظفر قطز. بعد أن دحر المغول في موقعة عين جالوت، كما أن الظاهر بيبرس إذا تأملنا تاريخه سنجده قد خان قطز وقتله واستولي على الحكم، إلا أن الوجدان الشعبي قد رفعه لمكانة عالية، وأما السيد البدوي. فثمة ظلال على سيرة حياته. تخالف ما ألف الرواة الشعبيون ترديده، وفى هذا السياق يذكرنا محمد جبريل بكتابات محمد فهمي عبد اللطيف وسعيد عبد الفتاح عاشور ولويس عوض وغيرهم التي تشير إلى أن ابن عروس وأدهم الشرقاوي وياسين وبهية ومتولي وغيرهم ممن وضعهم الوجدان الشعبي في مكانة متفوقة قد ارتكبوا جرائم كالقتل والسطو والخطف والزنا ومقاومة السلطة.. إلخ. وهنا يتوقف محمد جبريل أمام تصور الجماعة الشعبية لسيرها وما فيها من أبطال حيث يري أن السيرة الشعبية ليست مجرد رواية ما حدث. وإنما رواية ما كان يجب أن يحدث. أو ما يتمني الوجدان الشعبي أن يحدث من رغبة في تغيير الواقع إلي اصطناع التاريخ الذي يريده. فالأنواع الأدبية والفنية الشعبية تعد تسجيلا شفاهيا لحياة الجماعة الشعبية، وفيه استطاعت أن تضيف إليه، وتحذف منه ربما لتملأ الفجوات التاريخية التي عبرها التاريخ الرسمى للجماعة الشعبية وممارساتها.
- استلهام وتوظيف الشخصيات الصوفية والنصوص الشعبية
تمثل رباعية بحري نسيج سردى كبير لعوالم التصوف بما تشعه من ملامح شعبية، حيث المكان هو منطلقه، فمن مجمع المساجد والأضرحة بالأسكندرية يتخمر الحدث الروائى لنجد عالَمًا روائيًّا رحبًا تداعب الأنوف فيه رائحةُ المِلح واليود والطحالب والأعشاب قادمةً من الميناء الشرقي، وتُصغي فيه الأُذن إلى صوت البحر وأغانى صياديه، فالرباعية سردية غنائية تعتمد المكان وناسه كتئكة لحكاياتِ سكان “بحري”، ويهيمن على هذا العالم الروائى التجليات الصوفية التي لا تخلو من سرد للوقائع والأحداث التاريخية والواقعية التي تستدعى جزءا مهما من الحضور الشعبى، ولا نسعى هنا لإمساك محمد جبريل متلبسا بارتكاب التناص، لكن الرباعية حاشدة بخبرات وتجليات بحاجة إلى متابعة نقدية عميقة، حيث سنجد استدعاء لحكايات جنيات البحر FAIRY TALES، وتمتلئ رباعية بحري باستدعاء النصوص الشعبية الأصلية ومنها الموال الخماسى الأعرج – ورد هذا الموال في كتاب ميلاد واصف، قصة الموال – الذى أبدعته الجماعة الشعبية ليكون غصنه الرابع بلا قافية، وهو ما يعد سلما لرباط/ غطاء الموال، والأعرج هو أكثر الأشكال الخماسية ترديدا فى عرف الجماعة الشعبية وبين أبنائها من الموالة، ويطلق عليه بعضهم الموال الخماسى نسبة إلى عدد أغصانه، بينما يشير له بعض الموالة بـ “موال خمس زهرات، ويطلقون عليه أيضا الموال الأعرج، لأن قوافيه الثلاث الأول تكون من جناس واحد، والقفل الرابع “حر” من قوافى الثلاثة الأول، بينما القفل الخامس يكون على نفس قافية وجناس الأقفال الثلاثة الأول، ويســـير على المخطط التالى :(ا/ا/ا/ب/ا)، وهو النموذج الذى ورد بنصه في ص 23 من الجزء الخاص بأبى العباس:
قاعد على الرمل وحدي في عز ضهريـه
الشمس قدحت دماغي يا ناري يا عينيه
ومن هوا البحــــر ما شعــــــرتــــش بحنيـــه
تلسعنــــــى نــــــــار الجفا تحــــرقني أتلـــوى
يا حلو عطفـــــك لـــــروحي ضل شمسيه
والاستشهادات كثيرة ومعظمها ليست مجموعة ميدانيا لكنها وردت من مصادر كتابية من خلال معرفة جبريل وتتبعه لعدد من الكتب المهمة المعنية بالدراسات الشعبية، وتحتاج الأعمال السردية للكاتب الكبير محمد جبريل لدراسات معمقة في مصادرها الشعبية المكتوبة والميدانية لنعثر على معمله الفني، وقدرته الفائقة على توليف الذاكرة الشعبية ضمن أعماله السردية التي تعد مصدرا جماليا، ووثيقة ثرية لحفظ عناصر التراث والمأثور الشعبى.