دار بالحجرة في حيرة، وعلى الحائط الأيمن انعكست أشلاء قاتمة. توجه من توه إلى صاحبها. دار دورة بسيطة حول مركز الجسد. أعاد الدورة في الهواء. أحاط الحجرة بحبال لا ترى. أوصد الأبواب.
بدا الآخر مستعداً بكل قواه. بدأ بالقلب نزولاً إلى مشط القدم. صارت هناك هالة بيضاء ملأت سماء الحجرة. استمر في النزول. الجزء العلوي من القدم أسود قاتم. أحاطه. بدأ العمل.
في طريقه لأعلى وجد العديد من الثقوب السوداء. كثف الضوء وصولاً إلى رأسٍ غريب، تلافيف عجيبة.
ابتعد عن الجسد في ارتياح. بدا في لمعانه كأنما صبت أضواء الكون.
ازداد اللمعان. ابتعد بفزع. زاد التوهج. ازدانت الحجرة لوهلة بالأضواء. ثم تلاشى الجسد، دون أدنى صوت.
…………….
(أول قصة كتبها طارق إمام، عام 1991، نشرت عام 1992 بمجلة أدب ونقد، وضمتها المجموعة القصصية الثانية للكاتب “شارع آخر لكائن” التي صدرت عام 1997)