متلازمةُ الصفراء

تشكيل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 سلطان محمد

مريضًا بالصفراء

 

والصفراء مرضٌ يصيب المرء الرهيف ولا غيرَ

نوعٌ من الحزن المخيّم مثل غيم خفيف

حزنٌ بلا سبب مباشر

كأن تحزنَ على برميل قمامةٍ فارغٍ لأنه عاطل عن العمل

أو على طائر ينقرُ عقِبَ سيجارة ظنًّا منه أن بها طعامًا

أو على فلّاح عجوز يذرَعُ الإسفلتَ ويفتقد التربةَ

 

حزنٌ بلا مواقيتَ

قد يباغت في الظهيرة كما في باطن الليل

ويجعل صاحبه شاحبًا

بملامحَ صفراءَ

وكلام أصفرَ

وخطُواتٍ صُفرٍ

إلا ابتسامتهُ تكون بيضاءَ تُضيءُ الناظرين

 

على خفّته ثقيلٌ هذا الحزنُ

يحطُّ على الكاهلينِ كمثل وشاحٍ

غير أنهُ وشاحٌ من فولاذٍ إلهيٍّ

والإلهُ هو الوحيد الذي يستطيع معالجتَهُ

إذ أياديه بيضاءُ وأصابعه بكافّة الألوان

وما بثّهُ في أصحابهِ

إلا ليقولَ

“أنتم لستم من هُنا، لا تنسوَا ذلك

أنتم من هُناكَ الأوّلِ”

 

حيثُ في الأوّل

قبل الخَلق وقبل الأرض والأفلاكِ

كان الأصفرُ وحده يمرح في الخلاء كنمر صغير

ومن ذلكَ الأصفر حَكَّ الإلهُ فحمةَ الشمس

 

آهِ، أيتها الصفراءُ

مشتاقٌ لفحمتي الأولى

وقلبي عبادُ شمس

يا صفراءُ!

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم