بحيث لو سرت أسب الدين في الطريق
سيبستم لي الجميع
لو هشمت نوافذ الشارع
سيتفهّم الجيران
فعلت من الأمور الجيدة ما يكفي
ليتجاهلني الجميع..
حبيب الملايين
الذي لا تضطر أمامه للكذب أو التظاهر
الذي تتجشأ أمامه فجأة
و تلتفت لتعتذر
فتجده وراءك
يتظاهركأن شيئا لم يكن
أو يعتذر هو لك
أو يبكي من أنك الآن
ربما تكون محرجا
أو يخبرك بكل صدق :
لا تعتذر, سأظل أحبك
أو يتجشأ فورا..
لذلك , ربما..
يستمر الجميع في التجشؤ أمامه
دون أن يلتفتوا إلى وجهه
المتأثّر المعذب..
حتى عندما توقف عن لوم نفسه
على أن الناس أحيانا تتجشأ فجأة
و بدأ يكون ضغائن حقيقية
ضغائن تليق برجل
كان يستحق أعداء حقيقيين
لكن للأسف
كان قد فاته قطار العداوة
الذي لن يمر قريبا..
و تركه هكذا
ناعما كالأطفال
بلا خدوش
أو ندوب
يتحسسها كلما احتاج إلى ذلك
منحت الجميع الفرصة
لكي يحبوني جيدا
و لم أمنح نفسي فرصة
لكراهية مفردة
تصنع معنى واحدا
لذلك افتقد إليهم
أعدائي
الأقوياء الآخرين
الذين يكرهونني بعمق
لسبب ما
إذن..
من سألكمُ في الطريق ؟
من سأطوح قبضتي في وجهه
و أنا قادر على البغض
متخلٍ عن كل شيء
من سيردّ لي لكمتي..
يهشّم زجاج الوحدة الملوّن
المنمنم الجميل
الذي يفصلني عن الجميع
من سيمنحني الفرصة
لسهرة وحيدة على النيل
أتلمّس مواضع قبضته على وجهي
أسبّه و ابتسم ..