شعر: لارا لوبيث
ترجمة: رحاب وهدان
ألقت الشاعرة الإسبانية لارا لوبيث Lara López قصيدة «ماريوبول Mariúpol» في أمسية شعرية للتضامن مع غزة والشعب الفلسطيني، وذلك بمدينة قرطاجنة الإسبانية يوم السبت الموافق 20 يناير 2024، وكان عنوان الأمسية: «قصائد من أجل فلسطين. أشعار ضد الإبادة الجماعية». استهلت الشاعرة قصيدتها التالية ترجمتها بمقطع اقتبسته من قصيدة «الحبّ» بديوان «أماكن خاطئة» للشاعر القدير أحمد يماني، والصادر في طبعتين عامي 2008 و2012، والقصيدة مترجمة إلى الإسبانية تحت عنوان El amor.
الحبّ
كان الفأس التي تضرب.
الحبّ
كان اليد التي تمسك الفأس.
أحمد يماني
لم أكتب عند معرفتي بموت أبي.
لا أظنُ أن أحدًا يكتب على الفور بعد
فقدانه لابن أو صديق،
كما تُكتَب في الهواء الكلمات الأخيرة
وتذكُر أنك مَدينٌ بديكٍ لإسكليبيوس[1] -.
كذلك لم أكتب عندما دُفِنَ (ما زلت لا أعرف أين).
أتذكر أنني قد بكيتُ قليلًا،
قد توقفتُ عن البكاء
بحثتُ عن أخي، أخبرتُه بأن أبانا
كان قد مات، أنه دُفِن
وأنني عرفتُ للتو.
ربما اعتقدتُ أنني اكتسبت لتوي بضع ساعاتٍ
عند وفاة أبي.
ربما كنتُ سأشعر شعور المنتصرة.
لكنّي لم أشعر سوى بِحيرةٍ وقليلٍ من الغضب.
الآن أظنني كنت أبكي ليس لعدم وداعي له
أو لعدم حديثنا قط بما يكفي.
قضيتُ ستةً وعشرين يومًا وأنا أشهد تلاشي
جزءٍ من العالم تحت الأنقاض والزجاج المكسور،
أقيس الارتباكَ والخوفَ بدرجاتٍ طولية،
وأعدادَ أجسامٍ مُخضَّبةٍ بالدماء
على الجانب الآخر من الشاشة. لكن الآن فقط
بجلوسِكَ إلى جانبي بهذه الأشياء
التي تُسمِيها صغيرة – أعشاب، وأزرار،
وبتلات، وصورة طفل نائم
أمام ما كانت أبواب منزله نفسه –
تذكَّرتُ يدي أبي وهما ترسمان،
والراحة لدفاعه عني تلك المرة بغشامةٍ
ضد اتهامٍ كاذبٍ، وطريقته في ندائي
باسمي الأشبه بالتصغير.
لقد أَفقْتُ من سباتي وجلستُ لأكتب:
ماريوبول.
عن الشاعرة:
لارا لوبيث Lara López كاتبة ومذيعة بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية. من مواليد مدينة قادش الإسبانية في عام 1967. درست الفلسفة وقدمت وأخرجت العديد من البرامج الموسيقية والثقافية والإخبارية. وهي أيضًا أستاذة في برنامجي ماجستير الشعر وماجستير الصناعات الموسيقية. من أعمالها المنشورة الرواية القصيرة «أكسيد Óxido» (2004)، وديوانا الشعر «حشرات Insectos» (2017) و«انجرافات Derivas» (2020)، ومجموعة جيب (2021). شاركت في مختارات مثل «بالقرب من ييرو Cerca de Hierro» و«بيت الشاعر La casa del poeta» و«غرناطة مدينة المشربيات Granada es una ciudad de miradores»، كما أنها معتادة المشاركة في مختلف مهرجانات الشعر.
…………………………..
[1] تشير الشاعرة هنا إلى آخر كلمات سقراط بين تلاميذه بعد تناوله السم. الترجمة من كتاب (أفلاطون. فيدون، للدكتور عزت حنفي)، وكان هذا آخر ما لفظ به: يا اقريطون، إننا مدينون بديك لإسكليبيوس، فأدوه ولا تهملوا في ذلك. (إسكليبوس إله الطب والشفاء لدى الإغريق).