يدق المطر على نوافذنا العتيقة العالية ،يلملم الأب كتاكيته في المندرة ، وتقلّب الأم الحلاوة الطحينية بالشاي ليصبح بطعم الكاكاو الذي يشربه أولاد البندر لترضي عبد الرشيد – الحيلة والسبيلة – فيرشف كوبه، ويتدحرج على عجل لينصب شبكته في فناء الجمعية الزراعية، يصطاد بنات الشمال قبل أن تغمز الشمس بعينها اليسرى في الطريق إلى مخدعها، ليعود حاملا “ أبو فصادة “، فتقهقه العمة ، أنت حظك دايماً دكر.
.. ينام حزيناً ، فتوقظه أمه في الصباح ..تحل ضفائر غضبه ، تهدهده لأنه لم ير خسوف القمر ليلة البارحة ، فيقسم لها أن ليلى علوي مازالت آنسة ، وﺃنه اصطاد القبرات في حلمه ليلة أمس لكن عمته العانس خطفتها وذبحتها.
وﻷن أمه طافت به مقام السيد البدوي وهو لم يزل بعد في اللّفة ، أطلقوا عليه السيد عبد الرشيد حتى دخل المدرسة ، وحين طال صوته كأشجار الكافور، سمته إحدى بنات البندر رشيدا ،لأنه أدرك مواقع المجرات في صدرها ، وبساقه العرجاء شرب من الماء الأحمر ( لم يقل إنها كانت عرجاء أيضا حتى لا تغضب ).
البنات يبتسمن له ويطوحن بمناديلهن للآخرين.
يضحك من ساقه وقرويته..
أجندته اليومية أمامه ، الساعة الخامسة منى ، سعاد السادسة ،هناء السابعة.
يطوي ساقه العرجاء أسفل المقعد ، فيطوي معها أكثر من نصف رغباته.. بلل شفتيه بلسان الرغبة ومن خلف صرير شهواته سيخرج البنت التي احتضنها بالأمس.. جسد برائحة الصندل ليس به شعرة واحدة ، صبغتها أمها عند ولادتها بدم الوطواط فغاب شعرها في أجساد الأخريات.
أمه لا تعرف الصندل لكنه بالطبع ليس شيئا قليل الأدب.
تتنهد وتبلع ريقها ، عندما احتقنت وجنتا القمر ليلة خسوفه تمنت أن يكبر ويتزوج من ابنة خاله مفتش التموين ،سيقسم لها ثانية ﺃنه شاهد القبرات تنفرط من سوتياناتها وتموء، وﺃنه تاه في الغابة وتدحرج فوق الجمر، وعندما استيقظ انفلتت الطيور من تحت إبطيه، فتبكي وتصب تمتماتها على العمة العانس.
ظلال ساقه مازالت أسفل المقعد، يتثاءب، ساقه الأخرى تدبر له النصف الآخر..
رانيا الساعة الثامنة، جيهان التاسعة ، سالي العاشرة..كليوباترا الثالثة عشرة.
تتراءى له الحلمات كرغيف ساخن ،يمصمص شفتيه تلذذاً، لن يقسم من بعد ليلى علوي،يقصقص لعمته العانس ريش الحمامة ليصحو “ أبو فصادة “ في حلمه يحل أشرطة البنات الحمراء، ويداوي ساقه.
في الليلة القادمة سيضم قدميه جيدا حتى لا تنسرب القبرات.