د. فضيلة ملهاق
كُلّما ارْتفعْتُ في برج بيزا
أشعرُ بالخطر المَكين
أن تسقط منّي القصيدة
التي تخُصُّني
على مرأى الزّائرين
قُلتها للموناليزا في “اللُّوفر”
غافلت جحافل السّاطين
على أسرارها .. وجراحها
بالنّظر الضَّنين
وبُحْت:
(لم يُغرني انسياقُها
حيثُما كُنت
لم تُلهمني ابتسامتُها
بما ظننت)
.. ربما لأننا في مدينتنا
لا نهتم لحُروف الصمت
.. كثيرا ما يحتاج الرسم عندنا
لعبْوات الأشجانْ
لينعجنَ في المخابز ..
ويدخلَ الأفران
لعلّنا نُحادثُ الألوان
..أو رُبما لأنني بالغت
صنعت قفصًا
حيث تهرُب الأقفال
هادئة سحنتها ..مسالمة
ونظرتي .. تُناطحُ الأغلال؟
أشفقت..
إذ ضربوا بحُزنها الأمثال
هل هي غافية؟
يقظة؟ إلى الأبد..
متحدية؟
صراحة، لم أتأكد
الخطوة إلى قمة بيزا
خطرُ التناسي
بين ارتفاع وسقوط
النّظرة إلى الموناليزا
خطر التأسّي
بين التّمنّي والقنوط
..احترست .. بقدر ما ارتبكت
أخفيتُ سرّ الخطوط
فأنا قلبي كبيزا
مائل في الحُبّ ميل المُعجزات
وأنا كالموناليزا
بسمتي حين تُواري دمعتي
بعد شتاتْ..
لا ضماد للألم ..
غير تلك النظرات.