(وتخبط على باب البيت لحد ماتصحى صورتك النايمة
في مراية الصالة وتفتحلك
وتحلفلها إنك بكرة هتعمل مفتاح)
وقد كانت الإهداءات رحبة في ضمها لعوالم ومدن وأشخاص مختلفين لارابط بينهم سوى وجودهم في حياة وفضاء الشاعر حيث يِمْثل في الاهداءات الأم..والأب..والصحاب..والقهوة وكراسيها وبيروت..وأسكندرية..(ورغم كل حاجة:القاهرة بالليل ص 6)..ومؤمن المحمدي..وصلاح جاهين..وبليغ حمدي ..ورنا حايك.
إن السمة الأساسية في الديوان هي الاعتماد على تقنية الحوار الآمر مع الآخر..وهذا الآخر في الأغلب يمثل ذات الشاعر نفسه كما أتوقع واشعر بهذا على مدار الديوان حيث أن الحديث الدائم موجه إلى الذات حيث يمارس عليها محمد خير قهرا غير مسبوق من جانبه ومن جانب العالم المحيط إن الشاعر يُعَامل ذاته بديكتاتورية قاتلة حتى انه في بعض الأحيان يكون شديد القسوة والصرامة . كما أن العالم يبدأ من هذه الذات وربما أيضا ينتهي عندها.. حتى انه يمارس دور الأب والموجه والأستاذ والمرشد إنه في ص 71 يقول في لغة آمره ومتعالية ويقينية ومتحكمة
عشر دقايق بس قدامك
عشان تضحك
وبعدها
هتضيع الجدوى من الموضوع
هذه اليقينية في معرفة الشاعر لنفسه وللذات معا تتكرر كثيرا على مدار الديوان حتى انه يعبر عنها في شكل يشعر بالقوة الإدراكيه وليس قوة الفعل والإحداث والتغير حيث هو يعرف تفاصيله الخاصة جدا حيث في ص 48 يقول
إيه عودك ع النوم في القطر
غير اليأس من أحلام جديدة
وفى ص 43 يتحدث عن حقيقة أخرى عن نفسه
أول ماتطفى النور
تظهر كل أوجاعك
إن ما يدهش الشاعر ليس ما يدهشنا بالطبع إن له عالما خاصا يصيبه بالدهشة كما يقول
المفاجأة
كانت لما شاف ساعته
ولقاها مأخرة:
عمرين……..
وأيضا في ص 43 يعبر عن دهشة واكتشاف في آن واحد حيث يتحدث إلى نفسه
النهارده
نسيت تضحك
لقد قدم محمد خير في ديوان ليل خارجي تجربة فريدة في قهر الذات ومعاقبتها وجعلها تحت السيطرة بشكل دائم كما نجح أيضا في إظهار أن قصيدة النثر التي تُكتب بالعامية المصرية هي التي تمتلك فرصة التوحد الكامل مع الذات والعالم والمستقبل حيث أن الشاعر يكتب ويحلم ويستيقظ ويسب ويلعن بلغة واحدة وحيث أن المحك الاساسى في قصيدة النثر هي محاولة السعي للوصول إلى التوحد الكامل مع الذات ..والتعرف عليها بشكل واضح والتعامل معها ثم تأتى باق الأشياء بعدها مثل العالم ..الوطن..الحبيبة