قيس مجيد المولى
قرب حافة بحر
قد يكون بحراً
أو يكون على ورقة
أو شكلاً هندسياً
من الألمنيوم ،
البلاستك ،من الطين الصناعي
تتوارد الخواطرُ ،
تتوارد الخواطر
فوق اليابسة وتحتها
أمورٌ كثيرةٌ
رمزياتها تُقرأُ من الجهات الأربع
وتصل من خلالها الى نتائج
سرعان ماتعتقد بأنها نتائج غير كافية
غير كافية
في وضع أصابعك في جيب بنطالك
وغير كافية
في إستكمال قهوتك التي تخطط لموتك
قطعا
تتقبلُ ذلك
من أجل أن يستمر تواردُ الخواطر
هذه المرة
عن التدفق اللامعقول للحس الجنسي
وعبث الروح بالقضبان
قضبان الأجساد الحية
وأخر الخفايا في الغابات والسهول العارية
هنا يتصدق البعضُ على البعض
من حيث الدلالات وعلامات النفي والإستنطاق
وتظن يُحسمُ ذلك
يُحسمُ بجولة واحدة
تنتظر جولة أخرى
وأخرى مضافة
ما من شك
يدخل الإستجواب آلية جديدة
بزمن محسوب وبزمن نسبي
تتكون إيضاحات :
عن حافة البحر ، البحر الذي على الورقة
يكتمل الفضاءُ
وتُحَفز آلسنية الطيور للرثاء وللبكاء
تتوالى الإختراقاتُ
بدءاً من دُخان السكائر الذي يحمل الرسوم المشبوهة
الرسومُ التي تنتشر سريعا في المقاهي
وتجالس الزبائن وتطلب الشاي والقهوةَ أو عصير الليمون ،
وهنا تتكاثرُ توابعُ الوقائع
الجدار الأسود ينظف أسنانه كي يبتسم لصورة زيتية
الصورة الزيتية مجرد إناء مجوف لراقصة
ربما تلك الراقصة التي رأيتها في أحد حانات براتسلافا
أو ربما
تلك التي رقصت والهواء في ساحة كالاتي بودابست
المهم
أن تلك الأشياء ليست للتدوين
لصياغة عبارة
لطريقة تقديم بيض الصباح المقلي
الى الرجل الملصق في لوحة إعلانات
تحت برد كثيف ومطر أكثف ،
بعد الأكل يبتسم
يبتسم الرجل الملصق في لوحة إعلانات
ليفقد البحر وسيلته للتعريف بنفسه
سواء كان بحراً أو شكلاً هندسياً من الألمنيوم من البلاستك
أو من الطين الصناعي أو كان ورقة ،
تتسع الرغبات لتتعدد الدوافع
من حيث المظهر
تتبادل الموجودات الكونية لباس بعضها البعض
المتغير هنا
وضع النافذة أمام الباب
والزقاق أمام الساحة القريبة
فائضاً في الوقت
تقولُ التماثيلُ
الإستعاضة عنها
أما بتجنيس النوايا
أو بوضع أيقونات مزيفة على تذاكر المسافرين
تتكرر وتتعامد الأخطاءُ
تتحولُ المعادنُ الصلبةُ الى أشكال هلامية
تطوى وتوضعُ في الحقائب
والحقائبُ في الأمانات ،
تتبسط الأمورُ من الجهات الأربع
يزداد عدد النسوة وتفقد الموصلات البعض من موجوداتها:
النصف من محرك الديزل
الهواء الجاف
ملابس الغطاس
التعريف بــ إتجاه الباخرة ،
وثمة مخزى لتدوير الإيقونات
وفقدان حليب الماعز
ومغزى في عطب الألواح الشمسية
للتوقف عن قراءة نوايا الأفلاك ،
تبدأ الصور المشوهة بـــ إعادة تكوينها
بصهر رماد ألوانها
إعادة تشكيل النسوة والرجال أمام الجنازة ،
حين طغى الصُراخُ
لم يعد الترميز ضرورياً
تتبنى القططُ الضفادعَ
يَطردُ الذبابُ بأجنحته الحشرات عن رؤوس الكلاب
ثمالة باقية في الكأس الأخير
ستكون لي
يقولُ الموسيقيُ ،
وسدادات القناني ستكون لي
تقول الراقصةُ ،
هنا يتوزع الوقتُ
يميلُ نوعا ما الى الصخب
والمتعة بالأنقطاع عن العالم
الى حيث ما تسيرُ الباخرةُ
ثمة تدرج في يوم القيامة
وثمة سحب لاتستقر
هذه المرة
عند حاجزها تقف الخواطر
السابلة توزعوا نياماً على الحدائق
والجندي في أخر إجازة له قبل الموت
والمراكب الصغيرة لم تعد مليئة بالأسماك
ربما ثمة معصية تدور في المحيط
تدور في البحر في الأنهار ،
أو ربما لم يكن المفتتح ملائما لإغراء آلهة الطعام
ربما لم تكن القدور مليئة بالزيت ،
يقال
أن السماءَ بكت في قهوة عاشق
في قبعة ماجدولين ،
وتحت أعمدة الجسر المعلق ،
هنا يصح البحث عن صيغة جديدة للمزيد من الإستكشاف
لتتبع الوسائط لذرية الرماد
تقرأ الأجساد بحفريات أزلية
كشوفات للفراغات المحسوسة
وإبقاء طوعي لإستدامة الأحزان المضطربة على أثداء الشجرة ذات الساقين ،
الى الأن لم يظهر مافوق اليابسة
ظهر الذي تحتها
وفي البعد المدون على الخارطة
ظهرت شرائط النسوة والأسرة البيضاء
وفي البعد الإفتراضي
أعيد رسم الإناء والتفاحة والسكين
وبقي يحدق بالنافذة
من ينتظر المشرط وقنينة الأوكسجين
لتتوارد الخواطر
في لحظة إنشطار للذهن والمخيلة
بأن لابحر
ولا ورقة
ولا ألمنيوم
بل مسافات تتداولها المنافي
في بقايا القهوة
وعلى الجدار الأسود المؤدي الى سلم التهلكة
بعد أن انقضى النهار
وفتكَ الوهمُ بأول تقديراتي
بأن الحياة ليست للتدوين
وإنما لصنع عبارة
عبارة
لمواجهة لحظات الخوف والعوز والموت
وأشياء أخرى
سوفَ تأتي بها الأيامُ القادمة