و كل ما بداخله من كفر
أتراها الغرفة حقا مظلمة ؟
أتراه الظلام حقا مريح ؟
أتراها الراحة حقا من تكسب الرهان ؟
و الألحان الباعثة على النوم
أتتساوى مع تلك الباعثة على النشاط ؟
ربما تبدو أسئلتي حاملة لإجاباتها
لكن انتظر
حتى تذق أول قطرة من خمر العتمة
ربما لا تراها لغة أصلا
لماذا تكره كل أضواء الطبيعة
و تعشق إفرازات الكهرباء ؟
يستحوذ عليك
ضوء شاشة حاسوبك
يفتتك
يمتصك
تشعر بخلاياك تدور مع الالكترونات
هي سالبة و أنت
و القشعريرة
و صداع لذيذ بمؤخرة الرأس
تسمعهم بالخارج
يتحدثون عن الغداء
لا تشعر بالجوع
عن الماء
لا تشعر بالعطش
عن الطِيب
لا ترى رائحتك بهذا السوء
فأنت الحقيقي لست هنا
جالسا أمام الشاشة
محفوفا بالظلام
أنت الحقيقي
تسبح هناك
في الأسلاك
و حين تنقطع الكهرباء
تشعر لأول مرة
بكرهك للأسود
و لا يتبقى أمامك
إلا النوم
نائما
أنتظر الليل المخملي
على صلف النهار
تلك أنواء التمني
تسبقها البروق أتت
كم مرة أيها المجنون
وقفت بالشرفة ساعة المغرب
تريد القبض على أول لحظة إظلام ؟
كم مرة شردت
ليفجئك بهاء الأسود
عند نباح كلب
أو خرفشت ورقة جرائد على الأسفلت؟
فلتكن هذه أولى ألعابك
لا تقفز ..
إنزلق
إنعكسي أضواء النيون
على الأرصفة المغسولة بدمع الفرح
فها قد بدأ زمني
بدأ عُرس العالم
و هاهم إخواني البشر
تجمَّعوا حول رحيق الفتارين
ليفرزوا آخر الليل شهد النقاشات
ما بين فتاة و فتاة
تلمع فساتين السهرة
ذات الأكتاف العارية
ما بين امرأة و امرأة
تتصارع نظرات الحسد
الرجال على المقاهي و النساء لي
و لي أيضا
كل لعب الأطفال التي
تمنيتها صغيرا
لي ما أشتهى من حلوى
لي كل شيء
إلا أنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر و مترجم مصرى
خاص الكتابة