انتهى من رسم البحر
الآن، من الورقة ذاتها
يصنع مركبا
**
مخزن الكُتب القَدِيمة
قَصَائدُ الحُبّ
كُلّهَا جَدِيدة
**
إلى طائرة الورق
يسدد الجندي المتقاعد
فوّهة الغليون
**
لو انحنت الريح الآن
فلشخص واحد:
عازف الساكسفون
**
في الدلو الفارغ
مدننا يهيئ المطر
مجلسا للقمر
**
بطريقة ما
تبدو اللّوزة المزهرة
قادرة على الطيران
**
يا فردة الحذاء على الضّفة
أهناك حكمة في الغرق
بفردة واحدة؟
**
هشة ومنحنية
هذه النبتة بين الشقوق
يقال تشفي من الحنين
**
وحده الطّفل
يتأمل اللّوحة، الكبار
يسألون عن الثّمن
**
تضيء وجهك
طعنة البرق
في قلب اللّيل
**
كقبلة من طرف واحد
تنحني الوردة الأخيرة
على الفراغ
**
على الأقل
جناحاه مفتوحان
النّسر المحنّط
**
يا لقسوة الشتاء!
حتى ابتسامة العجائز
بحاجة لعكّازة
**
ريح شديدة
تسلم ورقة قيقب
لريح أشدّ
**
قبر صغير
أدفن البذرة
لتعيش
**
ولا دمعة واحدة
في عين الدّمية الّتي
أضاعت طفلتها
**
زهرة وزهرة وزهرة
……………….
حتّى انقطاع النٌفس
**
العجوز في الحديقة
بمقص الأشجار
يشذب الهواء
**
ورشة النّحت،
ظلال الإوزّ المهاجر
ترجّ التّماثيل
**
قبو النبيذ
على مهلها
تتعتّق الشّاطين
**
تبدو متأكّدة
من لهوها بالطّفل
طيّارة الورق
**
أضف إلى هشاشتك
بتلة أو بتلتين
أنظر! زهرة!
**
زقاق معتم،
أحيّي جمرة سيجارة
فتردّ التحية
**
فنجان، غليون، جريدة
وحده مازال نائما
طاقم الأسنان
**
في ركن المقهى اللّيلي
تخلع الوحدة
شعرها المستعار
**
الَّذِي طويلا حدّق في النهر
يرمقك الآن
بعيني غريق
..
هذا الخرير!
وكأن النّهر يمطّ رقبته
لرؤية الغابة
**
على الحصان الخشبي
بعيدا يسافر الطفل
في مكانه
**
عالم بلا قلب؟
ربّما، لكن هذا لا يقال
أمام زهرة برتقال
**
بموت الريح
تموت الورقة
للمرة الثانية
**
تزداد عمقا
التجاعيد،
في مواء القطّة الهرمة
**
اعتذار طويل
للشجيرات العطشى،
النّهر الجاف
..
من لبّ الخبز
قلوب صغيرة
طعاما للسّنونو
..
تصير ظلالا
ثم تنام
الأشجار