كنت قد تجاوزت العاشرة بقليل
حين سألتنا المعلمة
أي قُدرة سنختار لو أننا نملك اختيار قُدرةٍ خارقةٍ !
صبي قال إنه سيختار القدرة على التهام الطعام دون توقف
ودون أن يصاب بالسُمنة
آخر اختار الطيران!
قال: سأحلق فوق المدينة كطائرة ورقية
وألوح لكم وأنا متكئ على غيمة كقط كسول
قالت فتاة سأكون لامرئية
سأتسلل للعب خارج المنزل
لن تجبرني أمي على مجالسة الصغار
سأتناول الحلوى المخبأة في خزانة المطبخ
وأرافق والدي للعمل.
حين سألتني
قُلت:
سأختار القُدرة على تمييز الشر
قالت: القُدرة على تمييز الشر محصورة بيد الله
وكأن القدرة على الاختفاء والطيران متاحة للجميع!
قُدرتي الخارقة لم تعجب رفاق الصف
فأصبحت أقل إثارة للاهتمام وأكثر بؤساً
لكنني أدركت عندها أن الله كان يعرف.
في الخامسة عشر
شاهدت وأمي نشرة الأخبار
“اكفِنا الشر” قالت أمي
وهي تبحث عن قناة تجعل تناول الإفطار دون الشعور بالذنب ممكناً
“اكفِنا الشر” أعادتها بعد تقرير على البي بي سي
وددت لو أمتلك من الجُرأة ما يكفي لأقول لها
أنني الشر الذي تخشاه.
وأن الله يعرف!
في العشرين
قال الرجل إن الطلبية للسفارة الأفغانية
ثلاثة كومبو فور اكسترا جارلك تشكن رولز وتوست
بيج ببسي بيج فرايز
طلبت الاسم قال لي: يعقوب خرازادة
قلت له:
خرا شو؟
فضحك كل من في الغرفة
أخبرني الرجل أنه سيغفر لي
فاليوم مدعاة للاحتفال!
ذلك المساء
تحدث الشريط الإخباري عن مجزرة ارتكبتها قوات الناتو في قندهار
48 قتيلاً
هل كان ذلك سبب الاحتفال!
الله يعرف
في الحادية والعشرين
شاهدت سائحا استرالياَ مُسنا
يحاول اقناع فتاة لم تتجاوز العاشرة بمرافقتة في جولة خلف جبال البتراء
كانت الفتاة توشك أن ترافقه
لو لم أجذبها من ياقة قميصها كخروف ضال
أخبرتني أنها لم تكن تعرف!
قلت لها الله يعرف.
وتساءلت هل صرت أملك القدرة على تمييز الشر!
في التاسعة والعشرين
شاهدتهم يكتبون أسماء بلادهم بالطبشور
على أرضية حديقة واشنطن سكوير
كتبت أسماء أربع دول ومدينة واحدة
مع أن اسمك كان الوحيد الذي يبدو منطقياً
لم أكتبه
وتمنيت لو أنك تعرف
لكن الله كان يعرف
في الثلاثين
ضللت الطريق فعرفت وجهتي
صارت الفتاة في المرآة تشبهني
تآلفت مع الضجيج في رأسي
فلم أعد أخيفني
في الثلاثين
عرفت الله جيداً.