لاتخجل من كونك تمشي عارياً

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

1

فتركت الأمر

ليظهر قميص أرجواني يطير من عند الكتفين على شاكلة شعار جرافيتي

ثم صعد رأس حليق في مطر استوائي

انزعجت قليلاً من هذا وحاولت أن أكون موضوعيا

فسقط الرأس في نهر عرفت فيما بعد أنه نهر شهد أحداثاً تاريخية مُهِمّة

أتكلم عن الحركة التي فقدها بائع الأجهزة المستوردة ،  وهو يحاول حمل مجموعة أواني

ثم يهبط من على ظهر آلة كهربائية ،  ليقيس المسافة بين صديقه والذكريات الجافّة

حاورني عن بناء مدينة حديثة

وقال : سنرسمها أولا على خريطة باللون الأصفر

وأنت ستحرر العبيد هناك

ففهمت العصر الذي يقصده ،  أثناء ماكان يربط عنقه في شجرة عملاقة

قلت  تراجع قليلا كي تموت

احتفى بي وهو ينقل جثة كبيرة

وأنا سألت أحد المارة عن يومه

فتجاهلني وهو يضغط صوته للداخل

ثم قذفني بعلبة صفيح فارغة ، مكتوب عليها :

لاتنتظر كثيراً ، فالقادم من مصنع المعلبات مهووس بالصدق

تركت هذا

وتابعت شخرة الرجل القصير ،  وهو يلحس أطراف اللوحة

فظهرت لي شهور تمشي من عند الأبنية المهجورة

تجريدياً ،  سأفصل عنقاً عن مركز الذكريات كي أتفرغ لشيء ضائع

كما أنني أحتوي في أعماقي فراغاً بدون باب

أركن فيه ملابسي المستعملة

وقطعة  السلاح التي أنوي تغليفها مع الروح الجديدة

****

في الشرفة المائلة  ، سأزرع ذاتاً تشبه ذاتي

وأستقدم لوحات ليست مثل التي رأيتها في فيلم  مستر تيرنر .

لا ، سأتقدم بنفسي من صندوق طويل

وأكتب عليه اسمي  ، واسم المرأة التي تستيقظ في الخامسة صباحا

سأناقشها عن العلاقة بينها وبين الإحباطات التي تعرّضت لها أثناء ماكانت تنوي أن تتحول إلى غابة

 وشعورها الذي يأتي دائما بعد النوم

ستبكي

وتقدم لي تبريرا قويا كي أقتلها

وأنا وقتها سأكون قابضاً على لون رمادي

يتحرك برفق ، من الإطار الخشبي  ، إلى بطن المرأة ،  وهي تزحف

في الأتجاه إلى كومة الملابس .

         2      

 أنزع عنك شبهة المواطن ، وتكلّم .

انتظر على الطريق شخصاً لاتعرفه ، واسحبه إلى مكان مظلم

ثم أتركه لحياته

إقطع هذا الشهر نصفين

أترك العمل فوراً ، كي لاتتحوّل إلى شخص يعرفه الناس

تحرّك للأمام ثم للخلف

متظاهراً بأنك تبني سفناً للقرن الثامن عشر

ولا تخجل من كونك تمشي عاريا كلما اقتضى الأمر

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم