لا وقتَ للقُبل

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

علياء سروجي

لَمْ تَسْقُط يدي

وَلَمْ أَكُنْ آخِرَ الجُنُودِ في الفَيْلَق

كُنْتُ أولَ الانفجارِ تَمَسُكًا بالضِّرْعِ

لَمْ ألْتَفت للشَمَاتةِ

وطني مُشكاةُ الكَونِ

وَمَا عَدَاهُ صَعَاليِكُ الرُّؤيَة

كَيْفَ الْتَقَيْنَا فِي رِحْلَةِ الْعَبَثِ

الغُزاةُ يُدرِكُونَ هَيَامَنَا

والبُنْدُقِيةَ حَبِيبَةٌ رَؤوم

لا وَقْتَ للقُبَلِ

التَعازي مُحْتَشِدَةٌ بتَوابِيتِ الأصْدِقَاء

وَغيْبُوبَتِنَا سَدِيمُ الْمَجَرَةِ

صُرَاخَكَ فِكْرَةٌ

وَغَضبي أَنِينُ حَرْبٍ لا تَنْتَهِي بمُوتِها

مَشْغُوفَةٌ بِكَ كَحُلُمِ الفَاتِحِينَ

باجْتِيازِ الَمَعبر

لَكِنَ السُّيُوفَ التي تَذْبَحُ بِاسْمِ الله

تَهْزِمُنِي

جُمْهُورِيَةَ الأسْرى  اتْسَعَتُ حَدْ الأرْضِ

وَأنَا مَلاكٌ يَحْتَضرُ المَكَانَ

ضَيَّعَ طَرِيقَ السَّمَاوَاتِ

وَخَانَهُ الإِنْسَانَ

الْرِّيشُ الأَبَيْضُ يَرْفُضُ الأَلْوَانَ

فاقْتَرِبْ

الطَهَارَةُ وَحْدَهَا مَلامِحُ الْكَفَنِ

عِقَابُ آَدَم عَنْ سَريرِ حَواء

تَمْ قَبل أَنْ نُخْلَقْ

كِلانَا عَبَرنَا الخلاص

الْجُبَنَاءُ يَسْتَرْزِقُونَ مِنْ يَمَامَةٍ

وَضَعَتْ حَمْلَها في رَحْلِنَا

والْزَبِيْبُ الذي ادّخَرْتُهُ فِي جيوبِ الْنَزِيْفِ

يَكْفِينَا .

 دَخَلْتُ الْنَارَ سِرًا وجَهْرًا

دَخَلْتُ غُوايَةَ الْحُبِّ كُفْرًا

كَفرْتُ بِالأَسِيدِ فِي مُعْتَقَلاتِ الْدِيكْتَاتورِ

بِالجَسدِ المُسْتَرخِيُّ فِي حَمَّاماتِ الأَفيون

بِالصَدَأ في زِنْزَانَةِ العُقُوبَاتِ والاحْتِجَاجَات

بِالمُنَهَكِ تَحْتَ خُوذةٍ مَثْقُوبَةٍ وَدبَابَةٍ مَعْطُوبَةٍ

كَفِرْتُ بالمَدَدِ ، بشَرِكَاتِ السِّلاحِ وَالسند

شَبَحٌ مُسْتًعصِيٌّ عَلَى أَدْغَاْلِ الأَدْمِغَةِ

يَلْتَهِمُ الْلَيْلَ بقَضْمَةٍ بَارِدَةٍ

شُعْبَةُ حِرَاسَةُ أَمْيالٍ صَحْرَاويةٍ

فِي قَوبَرَةٍ مُنْفَرِدَةٍ

لا فَوانِيْسَ وَقْتَ الوَحْشَةِ الْمُرْعِبَةِ

لا أَبْريَاءَ جُدُدْ للاتْهَام

فَاقْتَرِبْ وانْطوِ تَحْتَ الْجَنَاحِ

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعرة سورية  تقيم في بلجيكا ـ والنص من ديوانها (كم عليّ أن أحبك) الذي يصدر قريبًا عن دار المهجر العربي

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project