أديب كمال الدين
* الوهم الأعظم
قالَ لي حرفي:
أتذكرُ تلكَ المرأة التي سمّيتَها الملكة،
الأميرةَ، الجوهرةَ، اللؤلؤةَ، المعشوقةَ، المجنونة،
السّاحرةَ، القُبْلةَ، والنُّقطة؟
أتذكرُ أنّكَ أعطيتَها ألفَ اسم؟
قلتُ: نعم.
قالَ: أصدقني القول:
ما الذي تبقّى مِن أسمائِها الألف؟
قلتُ: تبقّى اسمُها الأعظم،
أعني وهمها الأعظم!
**********
* لا تخبرْ أحداً
قالَ لي حرفي:
هل فهمتَ كلماتِ الأغنية؟
قلتُ: سمعتُ مطراً عذباً ينزلُ فيها
ويتراقصُ فوقَ زجاجِ شُبّاكي المفتوح.
قالَ: وماذا بعد؟
قلتُ: سمعتُ فيها أيضاً
طبلاً هائلاً يقرعُ قربَ طفولةِ أذني.
قالَ: هذا الطّبل الهائل هو أغنيتك!
قلتُ: لا فهذا الطّبلُ عنيفٌ كالسكّين،
عنيفٌ كالدم.
ضحكَ حرفي وقال:
اغسلْ سكّينَكَ مِن دمِها بماءِ الأمطار
ولا تخبرْ بهذا أحداً
لا تخبرْ حتّى الشُّبّاك.
***************
* هذا ما لا يحتمله بشر
قالَ لي حرفي:
قلبُكَ يشبهُ شمعةً مُضاءةً من الطرفين.
هذا ما لا يحتملهُ بشرٌ. فأطفِئْ طرفَها الأسفل.
قلتُ: لا أستطيع.
قالَ: أطفِئْ طرفَها الأعلى.
قلتُ: لا أستطيع.
قالَ: أطفِئ الطرفين.
قلتُ: لا أستطيع.
فتركني حرفي مَذهولاً
وهو يدمدمُ بكلامٍ عجيب.
***************
* لا ندّ لأناي سوى أناي
قالَ لي حرفي:
أرأيتَ مَن اتّخذَ أناه هواه،
أتكون لهُ ندّا؟
قلتُ: لا.
قالَ: فإن اتّخذَ أناه
رايتَه الحمراءَ أو الزرقاءَ أو الصّفراء؟
قلتُ: لا.
قالَ: فمَن هو ندّكَ؟
قلتُ: لا ندّ لأناي سوى أناي.