لا سماء هنا

تشكيل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

البهاء حسين

 لا ثلج هنا

لأنتظر أن يذوب

لا سماء

لأنتظر المطر

،،

يسير المرءُ طريقاً طويلاً، ليصل إلى نفسه،

لكنّه لا يصل

تصحو على أمل أن يكون اليومُ أفضل

لكن سرعان ما تؤجل أمل اليوم إلى الغد

:

كم تدربتُ على فقد الأمل

لكن وجدتُنى أفقد نفسى

،،

وراء كل باب

خلف كل نافذة

فى كل لحظة هناك أمل

فقط انتظره فى قلبك

،،

منذ زمن بعيد وأنا أنتظر..

أن أعود إلى الوراء، لأستدرك حماقاتى مثلاً

أن أنكّل بأعدائى

أن أكتم الأصوات التى أسمعها فى رأسى حين أكون وحيداً

أن أحب الأنهار أكثر مما فعلتُ

أن أمشى برفقٍ على التراب

أن أقول للأخطاء يا أمى

أن أقلل الركض

ما عسى أن يفعل الركضُ للمكتوب

أن أوقف الحروب، قبل أن تنشب

أن أستعيد الفرح الذى كنت أكدّسه فى جيوبى

وأنا ذاهب إلى لقاء حبيباتى

أن أمسح الندوب التى خلّفها الحب على جبينى

أن أجد الشجاعة، لأحمّل القاهرة مسئولية الحنين إلى أمى

لأن القاهرة، هى الأخرى، أمى

من رحمها وُلد قلبى

أن أعيش الحياة، مرة أخرى

بأملٍ فى القلب

وآخر فى يدى

أنتظر

لكن لا شىء يحدثُ سوى الانتظار

لم يجر العالم ورائى، مقبّلاً كلماتى كأنها عتباتٌ مقدسة

رغم ذلك لم أفقد الأمل

لا أنسى حلماً عاش بجوفى ذات يوم

لا أنسى شيئاً تمنيتُه

،،

تملك كل شىء

حين تملك الأمل

،،

يا إلهى

ما الذى يغرينى بالغد

أنا لا أستطيع أن أكفّ عن الأمل

كأننى مُصاب به

كأننى سأموت إن فقدته

حتى إننى أشعر بالإهانة كلما سخر أحدهم منه

أو تحامل عليه

أغار عليك يا الله

أليس الأمل من مخلوقاتك

كالشمس والقمر

،،

حتى الموتى لديهم أمل

أن يخطروا على بالنا، كى يتعافوا من الوحدة

البيوت

أنا لا أستطيع أن أعيش فى بيت لا يُطلّ على الأمل

الدمى تتوق، لأن يأخذها أحدهم فى حضنه

كل شىء

تباً

ماذا أقول لكم

كى تؤمنوا بالأمل

،،

بين الجبر والاختيار

ثمة شعرة

تتحول، أحياناً، إلى جدار

،،

ثمة امراة متزوجة، منذ عشرين عاماً

تلعن السريرَ كل ليلةٍ

لأنها ما زالت عذراء

تلعن البيت

لأنها لم تنجب أطفالاً يأخذون الصراخ الذى بداخلها، ويملأون به البيت

لم ينده فمها على ولدٍ لها أو بنت

لم تعرف نفسها

لم تعرف الحضن

كل قبلةٍ على الشاشة تُسيىء إليها

تلعن قلبها، لأنه مُقفر

تموت كل يوم

لكنها تتظاهر بالحياة

أعطها شيئاً يا الله تدرك من خلاله

أن الأمل طوقُ نجاة

،،

تحتاج منا المعجزة أن نؤمن بها، لتحدث

يطرق الأمل أبواب القلوب الطفلة

التى لا يمكن رسمها بالسبابة والإبهام

أو بإيموشن

القلوب التى فى الصدور

القلوب التى هى فى الأصل

سماء .

 

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم