تصاب فيه بالجدري ويرفض رب العمل منحك إجازة مرضية
فتذهب للعمل والبقع البيضاء تغطي وجهك
عاماً تقرر فيه الفتاة التي تحبها أنكما بحاجة للانفصال لبعض الوقت
بعض الوقت ينتهي حين تشاهد إعلان خطبتها على الفيس بوك عند صديق مشترك.
عاماً تضع فيه كل مدخراتك للاستثمار في تطبيق الكتروني فاشل
يتم فيه منح الترقية التي كنت تنتظرها لزميل عمل لا يمتلك الخبرة ولا المؤهلات الكافية،
لكنه يمتلك اسم عائلة كفيل بدفع مسيرته الوظيفية
عامك السيء
سيمنحك سبباً للتذمر صباحاً
والسهر مساءً
سيكون عذراً لوحدتك مع الآخرين
ومبرراً لغيابك المتواصل
ليس الأمر أنني أحمل أي ضغينة تجاهك
كل مافي الامر
أن الجيد عادي والعادي لا يلائمك.
أعدك أنني سأحتفظ بأسرارك كلها
مثلاً لن أخبر أحداً أن الدجاج يخيفك
وأنك وشيت بصديق طفولتك حين أغرتك المعلمة بعلامتين زيادة
وبكيت حين لم يكن ترتيبك الأول على الشعبة
لن أخبر أخاك الصغير أنك بللت فراشك وألصقت التهمة به
ولن أخبر امك أنك من قام بتحطيم طقم البورسلان المفضل لديها
لن أضع “منشن” للفتاة التي أحببتها ولا للفتاة التي أحبتك
لن أخبر أصدقاءك أنك لم تكن مصاباً بنزلة بردية حين تخلفت عن حضور مبارة المنتخب.
ولم يكن هناك ارتباط عائلي منعك من الالتقاء بهم لحضور الدوري الإسباني.
حتى أنني
لن أخبرهم أن متابعة كرة القدم بأي حال ليست ضمن اهتماماتك.
أعدك سأحتفظ بأسرارك كلها فكما قلت لك مسبقاً
أنا لا أحمل أية ضغينة تجاهك.
أحياناً ستراودك الشكوك
مثلاً قد تظن أنني من وضع إعلاناً لبيع سيارتك على السوق المفتوح
أو أنشأ صفحة تحمل اسمك وصورتك في موقع مواعدة للمثليين
قد تظن أنني من قام بزج صورتك باستخدام فوتوشوب رديء ضمن مسيرة مؤيده لداعش
أو قام بمشاركة ست وثلاثين فيديو للقاعدة على صفحتك الشخصية
أنني أرسلت ايميلك لكل الراغبين بإخفاء ثرواتهم في بنوك افريقيا
أو أنني كنت وراء انضمامك لمجموعة المشتاقات للجنة، ومجموعة نصائح للأمهات
لا تسمح للشكوك أن تراودك
فمن المستحيل أن أدرج رقم هاتفك ضمن قائمة الراغبين بتلقي رسائل العروض الموسمية من فكتوريا سيكرت، بيرشكا وضراغمة.
او أن أطلب من صديق أن يكتبه على حائط حمام عمومي متبوعاً بألفاظ خادشة للحياء العام.
لا تصدق كل من يحاول الإيقاع بيننا
فأنا لا أحمل أية ضغينه تجاهك
كل ما في الأمر أن العادي لا يلائمك وأنا احاول منحك حياة استثنائية.