فتحي مهذب
لأن جوادك مكسور الخاطر.
يشتم القباطنة في المبغى.
يجلب الغيمة من ذقن الزبون.
ويحمحم في الصلاة.
لأن جوادك بعين واحدة.
وقوائم من الجبس .
خسر الحروب كلها.
خسر التاج وفصوص الحكمة.
قمر الغابة الأسمر.
مفاتيح القلعة البهية.
القنديل في الشرفة.
الأميرة في ألبوم العائلة.
لذلك ستقف على تفاحة الوقت بساق واحدة.
في انتظار خاتم سليمان.
***
دخلت الكنيسة
بمخالب فهد متربص.
حاملا قارب التوبة بأسناني الهشة.
وفي دمي يلهث التنين.
آلاف السنين من النكران والجحود.
من الصديد واللامعنى.
البركات هنا والجوقة ترتق البراهين.
أعلى البرج.
***
أنهارك مظلمة جدا.
المراكب ترصع أعشاشها باللازورد.
أنا السمكة التي تقرص المياه.
لتؤمن وجبتها من النور.
بأسنانك مزقت المسافة الحلوة.
وفي القبو الداكن
قتلت الفهد الذي يلعق متناقضاتنا
بشراهة باذخة.
صنعت مني مسيحا أرعن.
تغسلين صلبانه بدم الحيض.
وضحكت على ذقن السرير.
أف, النميمة ليس البرد الذي يهشم العظام.
وفي الحانة يشنق أتباعي الواحد تلو الآخر.
بعت وجهي لمطاردي العواصف.
آزرك البرابرة في الجنازة.
بين أصابعك تخفين تابوتي الأزرق.
***
لأن خيول المطر جائعة. .
تهشم النوافذ وكثبان النوستاليا.
لأن الباص سيسقط في التجربة.
وتغرد الهاوية بغزارة.
يتلاشى المغنون ويطير شلال الدم.
لأن العدم ينظف البندقية.
لشن سهرة عائلية في الجحيم.
لأني منذور للخسران.
خانني الجسر.
خذلتني طبائع الأشياء.
لأن العالم سرد عدمي خالص
والروائي معلق في خرم الإبرة.
لأن الله قلق جدا.
والملائكة ذابوا في المحيط.
لأن الآخرين هم الموت والقيامة.
لذلك قلت للمعنى وداعا
وارتديت قناع المهرج.
***
أف, الأقزام يصعدون المنصة. العربات تكبو في مضائق الشريان.
الصولجان بيد العراف.
أيها الغراب لا تمزح معي.
السفينة تثغو في المغارة
الوحوش تتقاسم الغنيمة.
لتسليتي أقفز من الباص في حنجرة القرش.
كان عرقي ذهبا خالصا.
الإوزة جائزتي في الهاوية.
***
بكينا مع الأسد في الخلوة
قذفتنا الثعالب بالقش والحجارة.
لم نجد أما ولا شجرة
لترويض الهواجس.
ذهب الرعاة إلى المستشفى.
القطيع في غرفة الإنعاش.
طاردوا خبزنا اليومي.
لم نر الضوء آخر النفق.
لم تصدق نبوءة الخوري.
والهواء هو الصديق الأبدي.