كيسُ الدَوا

ragab saad alsayed
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

كيس الدوا

(الكاتب يبعثرُ خفاياه)

مقِصَّة: رجب سعد السيِّد

كيسٌ بلاستيكي، سحبته من بين كومة أكياس بلاستيكية، يجلبُ لنا مندوبو التوصيل فيها طلباتنا، التي يتفننون في إحاطتها بطبقات من هذه الأكياس، يستغرقُ نزعها واستخلاص محتوياتها وقتا وجهدا، وذلك مقصود، لكي لا يتمكن العميل من مراجعة ما جيئ له به، فيرضى بما أوتِيَ.

وقد تصادف أن كان الكيس من محل الفاكهة والخضروات القريب من بيتي، واسمه (المالكي)، وقد أحال الكيس إلى منشور دعاية، فعليه تليفوناته، والواتساب الخاص بالمحل، وعنوان المحل، وإسمي شريكيه في المحل، مشيرا إلى أن الإدارة له هو، ولا ينسى (المالكي) أن يزين وجهي الكيس ببعض آيات القرآن والأحاديث.

ويبدو أن اللون الأصفر الزاهي هو ما شدني للكيس، إضافةً إلى أن حلقتي الحمل كانتا كبيرتين، بهيئة أذنين، بحيث يسهل ربطهما معاً، حماية لعبوات الدواء بداخله من أن تتبعثر. ثم إنه كيس كبير، فيه متسع لعبوات الدواء الذي أتعاطاه، ويتيح البحث عن عبوة بذاتها، بمجرد النظر إلى داخله، والتقاطها دون مجهود.

وأنا أترك الكيس في أكثر من موقع، على مدى ساعات النهار، ولكنه يظل ماثلاً أمام عينيَّ، حتى يحين موعد نومي، فأربط أذنيه جيدا، وأتركه على مائدة الطعام، وبجواره زجاجة ماء، وبعضاً من فاكهة أو بسكويت.

وأنام، لأستيقظ قبل التاسعة صباحاً، حيث أقضي بعض الدقائق في إعداد جسمي للنهوض من الفراش، ويكون ذلك ببطء، ثم أجلس لنحو ثلاث دقائق، حسب نصيحة الخبراء المنتشرين في الفيس بوك. والحقيقة هي أنها نصيحة طيبة لمن يعانون أمراض السكري واختلال الأذن الوسطى وعدم انتظام الدورة الدموية الدماغية، وأنا خبير بها كلها، ومعها أشياء أخرى، استدعت أن تتكاثر عبوات الأدوية، التي استقرت أخيراً في كيس المالكي الخضرجي.

وما إن أطمئن إلى أن حالي على ما يرام، أقف في مكاني بجوار الفراش، ممسكا بعصا خشبية، مصنوعة من خشب أشجار الرمان، كما كان يدَّعي جَدِّي، فهي عصاته التي كان يتوكأ عليها، لا ليهش بها على غنمه، فلم يكن له غنم، ولكن (لزوم الغندرة)، كقول السيدة زوجته، جدتي، رحمهما الله.

ها أنا ذا، في التاسعة، أتحرك مُحاذرا إلى موقع المائدة، في خطوات بطيئة، فأصل إلى مقعد أمام كيس الدوا وزجاجة الماء، وقارورة العصير، وباكو البسكويت، مكونات (تغيير الريق)، فأنا الآن (صائم)، مُهيَّأ لابتلاع أول قرص من دواء الضغط، تعرف عيناي علبته، فتمتد يدي إلى داخل الكيس، وتلتقط الإيراستابكس تريو، الذي أتعاطاه منذ نحو خمس سنوات، وقد مرَّ عليَّ قبله أنواع عديدة لا أتذكر أسماءها، لم تكن تقوم بعملها كما يجب، فكان ضغط دمي يستمر معي طول اليوم، حتى قابلت تلك الطبيبة الشابة في مستشفى تجاري قريب من بيتي في سيدي بشر. أخبرتها بتاريخي مع الضغط، فقالت: لا .. لا .. لا. أنت محتاج لخافض ضغط أفضل.

فكان الإيراستابكس تريو، والمقطع الأخير (تريو) يعني ثلاثي، فالدواء مركَّب من ثلاثة مشتقات كيماوية خافضة للضغط، تمنع تضييق الأدوية، فيتحسن  تدفق الدم فيها، كما تعمل على إرخاء عضلة القلب. ويؤخذ (على الريق) لتجنب حدوث اعراض جانبية هضمبة مثل عسر الهضم أو الغثيان.

واستسلمتُ للإيراستابكس تريو خمس سنوات، حتى الآن، بالرغم من أنني لست أفضل تماماً من حالي قبل تعاطيه، كما أن ثمة شعوراً مقلقلاً بداخلي، يلح عليَّ من حين لآخر، بأن تلك الفتاة الطبيبة عديمة الخبرة، وقد لا يكون الإيراستابكس تريو هو الأفضل لحالتي. ولكنني لا ألبث أن أنسى هذه الشكوك، أو أتناساها، حتى لا ينتهي بي الأمر لزيارة طبيب آخر، يرفض الإيراستابكس تريو، وينصح بدواء آخر، فقد كرهت زيارة الأطباء، بل كرهت الأطباء أنفسهم، بعد زيارة قمت بها منذ سنتين لعيادة طبيب كبير، يقال أنه تولى عمادة كلية طب، متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، وكنت أعاني وشيشاً دائما في أذني اليمنى. وسألت الطبيب العميد، بعد أن فحصني، عن حالي، فقال لي، بالنص: إنتا عارف العربية لما تشخشخ؟!. سألته: أتراني أنا شخشخت؟!.. وهل جئت أزورك، ودفعت خمسمائة جنيه قيمة الفيزيتا، لتقول لي أنني شخشخت؟!. وأنت من سني .. إذن فأنت طبيب مشخشخ!. أريد أن أسترد الخمسمائة جنيه!

ونهضت من كرسي المعاينة، بينما صاح هو مناديا سكرتيرته المتبرجة، وقال لها: أرجعي له الفيزيتا!

لنرجع إلى مائدة الطعام بما عليها من (تغيير ريق)، أو مأكولات ومشروبات مهمتها استقبال الأدوية التالية في الجهاز الهضمي، حتى لا آخذها (على لحم بطن). وقد اخترت لهذه المهمة، إما فاكهة مالئة، مثل الموز والبلح والجوافة، أو أكياس بسكويت، ومعها مياه غازية أو عصائر.

أبدأ في الأكل والشرب، وأنتظر لخمس دقائق، لأتحول إلى (باقة) من ثلاثة أدوية متتالية، تتوجه إلى المخ والأعصاب، هي لوسيدريل 500، وبيتا سيرك 24، وسيرفيتام.

فأما الأول، واسمه لوسيدريل 500، وهو الثاني في ترتيب ما أسميه (يومي الدوائي)، فيستخدم لعلاج الشيخوخة الدماغية، وتصلب شرايين الدماغ، وعدم القدرة على التركيز، واضطراب الذاكرة والمزاج، والضعف الفكري، وشلل في الوجه والاطراف، والاضطرابات البصرية والدوار وطنين الأذن. وأما الثاني، فبيتا سيرك 24، وآخذ منه قرصا في الصباح وآخر مساءً، فيتعامل مع أعراض مرض يسمى (مينيير)، ويتجلى في ثلاث علامات: الدوار المرتبط بالغثيان، وطنين الأذن (سماع أصوات لا مصدر خارجي لها، مع فقدان أو ضعف السمع)، والدوار الدهليزي، الذي يحدث حتى في حالة عدم الحركة. وأما الدواء الثالث، سيرفيتام، وأتناوله في الصباح والمساء، فهو لعلاج الاضطرابات الوعائية الدماغية وارتفاع ضغط الدم ورعشة العضلات غير المنضبطة.

وينتمي إلى هذه الباقة الثلاثية دواء رابع، أتعاطاه قبل النوم، هو (ميرتيماش 30)، وينتمي لمجموعة مضادات الاكتئاب، ويؤثر عن طريق ضبط النواقل العصبية في الدماغ.

وينتمي إلى هذه الباقة الثلاثية دواء رابع، أتعاطاه قبل النوم، هو (ميرتيماش 30)، من مجموعة مضادات الاكتئاب، ويؤثر عن طريق ضبط النواقل العصبية في الدماغ.

والحقيقة هي أنني فقدت القدرة على اتخاذ موقف من هذه الأدوية الأربعة، التي تتعامل مع أعز ما أملك: دماغي، ولي تجارب لعينة مع الأسطوات أطباء النفس والأعصاب ..

فبالرغم من قناعتي الذاتية، بصفتي متخصص في البيولوجيا، بأن هؤلاء الأسطوات يعبثون في قطعة (بهريز) مقفول عليها في الجمجمة، وبعض من (أسلاك) تكون شبكة بالغة التعقيد، وأن معلوماتهم عن ذلك كله لا تستقر لأكثر من عشر سنوات، إذ سرعان ما تحدث فيها انقلابات، فالمخ والأعصاب والنفس البشرية أعقد من أن يدعي أحد العلم بها ..

بالرغم من ذلك، كنت أسلم نفسي، منذ وقت طويل، لهؤلاء الأسطوات، وكان إجماعهم قديماً على أنني أعاني إكتئاباً. طيب .. والعلاج؟

تغيرت علاجات الاكتئاب التي أكد لي كل الأسطوات نجاعتها، ولم يكن الجيل الواحد من هذه العقاقير يستمر لأكثر من خمس سنوات. وأنا من إيد ده لإيد ده .. خد ده .. لا .. ما تاخدش ده ..

وكنت، في كل مرة، أقطع العلاج، بالرغم من تأكيدهم جميعاً على أن ذلك خطر مميت!

والحقيقة هي أنني كنت أجد أفضل علاج في الانغماس أكثر في مسببات الاكتئاب: متابعة أحوال الوطن، والهرولة وراء الأفكار الجديدة لقصص وروايات وكتب ثقافية.

آخر أسطى نفسي عصبي قال لي إن سبب مشكلتي توهج الذهن، وأن علينا (تثبيط) هذا التوهج.

و(إنطسيت) في مخي، وسمعت كلامه، ورحت (أبلبع) برشام التثبيط، حتى (تثبطت) كل أجهزة جسمي تثبيطاً، بما فيها تلك البعيدة عن الدماغ، والتي كنت لا أزال (أعتمد عليها)!

الأهم، أن التثبيط انتهى بي إلى فقدان القدرة على التركيز، وتوقف الكتابة الإبداعية تماماً، وتعطل مشروعات كتابية كنت قد بدأتُ فيها.

وعدت إلى الامتناع عن وصفات الأسطوات، وتوقفت عن تعاطي المثبطات الدماغية، ضارباً عرض الحائط بالتحذير من خطورة التوقف الفجائي. صحيح أنني مررت بأيام قليلة من انعدام الوزن، والارتباك، إلا أنني عدت فجأة إلى مشروعاتي الكتابية التي أوقفها التثبيط.

فحذار من أسطوات النفسية والعصبية، وعلينا أن ندعهم يثبطون بعضهم بعضاَ!!

حسناً .. إنها التاسعة والنصف، موعد الـ (نيتروماك ريتارد 2.5)، الذي يمنع ويعالج الذبحة الصدرية او الام الصدر الناتجة عن امراض القلب والاوعية الدموية. ومادته الأساسية مركب النيتروجلسرين، الذي يدخل في صناعة المفرقعات!، وقد وصفه لي طبيب عجوز في أحد مستوصفات حي باكوس، وقت أن كنت أعاني اضطرابات في عضلة القلب، ردَّها ذلك الطبيب الخبير إلى خضوعي لمدة ثلاثة أشهر لعلاج (ثلاثي) مكثف، إثر إصابتي بفيروس سي، وانخفاض كفاءة عضلة القلب إلى 35%. وأنا مواظب على النيتروماك ريتارد، إثنان ونصف، منذ عشر سنوات، ومقتنع به، ربما للراحة التي أحسست بها تجاه ذلك الطبيب العجوز.

وقبل أن أغلق كيس الدوا، إلتماساً لبعض الراحة، أو استكمالاً لمحاولات نوم مستعصىً، ألتقط علبة قطرة العين (هاي فريش)، التي أستخدمها بناء على نصيحة الطبيب الذي استبدل لي عدستي عينيَّ بعد تراكم المياه البيضاء عليهما، وقال لي: لا تتوقف عن استخدامها. إنها تعالج العين من الجفاف الناشئ من تكييف الهواء واجهزة التدفئة والقراءة والاستخدام المتواصل للتليفون المحمول والكومبيوتر.

وأدخل إلى فراشي، فيستحيل أن أعاود النوم، بسبب أصوات الباعة الجائلين. وأظل أستعرض أفكاراً، يومض معظمها ثم ينطفئ، ويظل قليل منها ملازماً وعيي، وأعود إلى سيرة الدواء، فأجدني أفكر في المبلغ الضحم الذي أنفقه على أدويتي شهرياً، وأحمد الله على أن هداني لصيدلية تبيع الأدوية بنسبة تخفيض 18%، خففت من ثقل هذا الهم. ولا أملك إلا أن أعود إلى تساؤلي الذي لا يفارقني منذ عرفت الطريق إلى هذه الصيدلية، التي يستحيل أن تكون (جمعية خيرية)، فالمؤكد أنها تكسب. والاستنتاج: أن أرباح الأدوية التي تجنيها الصيدليات تفوق 18%، وقد تصل إلى 25%. وقد دعاني هذا التفكير إلى أن أعرض على (عبد الظاهر الجعيص)، أن يشتغل بالصيدلة. إنه – لمن لا يعرفه – واحد من أكبر تجار المخدرات في منطقة مزلقان السوق في حي باكوس. وبيننا مودة، فما إن يراني جالسا في المقهى المجاور للمزلقان حتى يتجه إليَّ، ويسحب مقعداً ليجالسني، ونحتسي القهوة معاً، ويدفع هو الحساب. قلت له، ذات مرة، ممازحاً: إفتح لك صيدلية يا معلم جعيص .. تكسب أحسن من المخدرات، وفي أمان، بدون إزعاج. فنظر إليَّ طويلاً، ولم يرد.

بعد ذلك بشهور قليلة، قيل لي أن الجعيص فتح ثلاث صيدليات، في باكوس والضهرية. ذهبت بنفسي أتأكد من الخبر، فوجدت الصيدليات، تعلوها لافتات (صيدليات الجعيص – لصاحبها الحاج عبد الظاهر الجعيص).

الأكثر من هذا، أن الجعيص قرر أن أصرف أدويتي من صيدلياته، لمدة ثلاثة أشهر، مجاناً، وقد قبلت، فأنا صاحب الفكرة. غير أن أخبارا مؤسفة وصلتني، مفادها أن الصيدليات متخذة كساتر لتوزيع المخدرات، النشاط الأساسي للجعيص.

وبهذا نكون قد انتهينا من أدوية القسم العلوي من الجسم، فماذا عن النصف السفلي؟.

من المنغصات التي أعانيها، انتفاخ القولون والإمساك. وقد اتحدا عليَّ وسببا لي فتقاً (قربياً)، دخلت بسببه إلى غرفة الجراحة لأول مرة في حياتي، وقبل أن أتمدد على طاولة الجراحة، سألت واحدا من طاقم الجراحين: يعني إيه (قِرَبي)؟. فرد بكلمة واحدة: بعدين .. بعدين. وبعد الجراحة، نصحني طبيب بأن أستخدم أقراصاً اسمها جاست ريج 200، وهو دواء يستخدم لتخفيف الام البطن والتشنجات الناتجة عن القولون العصبي ويؤخذ قبل الوجبات. ولم يفلح في حل مشاكل قولوني، إلى أن اكتشفت أنني ظللت آخذه بعد الوجبات مدة طويلة قبل ان ينبهني الصيدلي.

فإن أتينا إلى البروستاتا، فحدِّثْ ولا حرج. إنها لعنة الذكور. وقد اكتشف طبيب التأمين الصحي أنني أعاني تضخمها، والحمد لله أنه تضخم حميد، أعراضه بسيطة جداً بالنسبة لشيخ تجاوز الخامسة والسبعين، وتتمثل في ضعف الانتصاب وضعف القذف وفقدان الرغبة الجنسية. وأعالجها بدواء إسمه فيناستيورا 5، يتضافر مع دواء آخر، هو كاردورا 4، لتحسين التبول. أما ثالث باقة البروستاتا فاسمه يوريبان 5، ويعالج أعراض عدم الاستقرار المرتبط بافراغ المثانة عند مرضى المثانة العصبية (مثل تسرب البول وعسر التبول) وعلاج فرط نشاط المثانة، مع أعراض سلس البول وحث البول والالحاح وتكرار التبول.

على أي حال، فإن المداوم على التواجد في كيس المالكي عشرة أدوية، تتوزع على سبع عشرة جرعة على امتداد ساعات اليوم.

إن ما يزعجني ليس أسعار هذه الأدوية التي لا سبيل مؤتمن لمغادرتها، ولكن كميات المواد الكيماوية الموجودة فيها، والتي تقاس بالجرامات والميلليجرامات، ولكنها عند تراكمها على امتداد سنين، تزن مئات وربما آلاف الجرامات. فماذا تفعل هذه الكيماويات في جسمي؟.

كان برنامج الدراسات التمهيدية لماجستير البيئة، في معهد الدراسات العليا والبحوث، بالإسكندرية، يشتمل على محاضرات تلقيها علينا أستاذة في كلية الصيدلة، وقد فوجئتُ بها تفضح حقيقة الأدوية في عدد كبير من ساعات محاضرتها، خصصته لعنوان (سُمِّيَّة) العقاقير. وقد أرعبتني الصراحة العلمية في محاضرتها، حتى أنني قابلتها ذات مرة خارج قاعة المحاضرات، وقلت لها إنني مهتم بموضوع تدخل الكيماويات الدوائية في أنسجة أجسامنا وأجهزتها، لدرجة أنني أدعو إلى تغيير الاسم العلمي للإنسان من (هومو سابينس) إلى (هومو كيميكاليز). فضحكت، وافتتحت محاضرتها في الأسبوع التالي بهذا الاقتراح، مثنية عليه، وعليَّ، إذ يمس الحقيقة التي لا تزال مجهولة، أو معلومة ولا يراد الإفصاح عنها، لفداحتها، وبسبب سطوة شركات الأدوية العالمية.

………………….

*المَقِصَّة: سردية تجمع بين القصة والمقال

مقالات من نفس القسم

عبد الرحمن أقريش
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

ألم

تراب الحكايات
موقع الكتابة

كفّارة