طارق هاشم
في عالم تنهشه الرقابة
كيف لي أن أحبك
كيف لي أن أمرر حروف يدي
حرفا حرفا
في مدائن جسمك
دون أن أشعر بالخوف
بالرعشة التي اغتالت مواعيدك
كيف يمكنني أن أسحبك إلى أرض قاحلة
وأفردك على الأرض
كرغيف ضائع
خرج من البيت
كي يبحث عن جائع
فأكتشف أن الجوع صار مدينة
تلتهم الأقرب والأبعد
سأمدك في هذه الصحراء
ليتمكن سيفي من اختراق بلادك
حتى تصبح خضراء
ستقولين: الله.. ما أجمل التحامنا
وسيعبر إعصار يزلزل وحدتنا
آه كم أشعر بالعجز
وأنت تتأوهين
لماذا لم أكن رحيما
وأتركك تعانقين هذا الصمت الممتد
إلى ما لانهاية
في هذا العالم الذي يكويه الحصار
لم أعد أرى وجهك
إلا خائفا
مذعورا
فمنذ أن خلفتنا الحياة
كآثار حرب مدمرة
لم أضبط نفسي ولو مرة واحدة
إلا باكيا
وكيف لباكٍ أن يحب
الباكون دائما خذلهم الحب
مزق أناشيدهم
واغتال الشفاه
فلم يعد شيء
إلا وفرمته الهزيمة
أنا المهزوم يا ليلى
هل فكرت يوما
أن تحبي مهزوما
هل مر ببالك أن تجبري خاطره
ولو بالمجاز
أن تزرعي في باطن كفيه وردة
للسنين الغامضة
في هذا العالم
الذي يرسم حدوده القراصنة
والمحتالون
والقتلة
وقطاع الطرق
كيف سأقول لك أحبك
وما جدوي ذلك
فالكلمة لم تعد تصنع شيئا
حتى كلمة أحبك صارت عادية
صارت لا تبني مدرسة في حينا الفقير
لم تعمر مصنعا
لم تحم بيتا من اللصوص
لم ترشد الصيادين إلى مكان السمك
لم تساعدني كي أساعدك
حتى كلمة أحبك تعلمت الرقابة
صارت تراقبنا في الليل
وتحاصرنا نهارا
حملت بندقية وراحت تبحث
عن فريسة أخرى
هاجمنا الحب ياجميلة
كما يهاجم السرطان فوضى المناعة
صرنا كخطأ فادح
في هذا العالم الذي يحكمه
العزل من الرحمة
صار بوسعنا أن نحزن
لا شيء سوى الحزن
في خانة الجنسية
فسامحيني
إذا لم آخذك في حضني
فالطائرات تحلق فوق عناقنا
والهزيمة كيد بلا رحمة
تعرف الطريق إلى بيتنا الصغير
فلننتظرها معا