جمعة الموفق وعلي حورية
منذ أن كانت هذه الأرض
حفيدة لزيوس
وقبل أن تنافس لاميا هيرا في حبه
منذ أن كانت تانيت أما لرع
وكانت هذه الأرض
موطنا للأمازونات المقطوعات الأثداء
ولآخر إله للواتيين
إله الظلمة العظيم قرزل
ولد الشعر
ذلك الكائن البهيمي المجنح
سليل الملاعين القدامى
كان ملطخا بالدم والصديد
كان أكثر المسوخ بشاعة
أكثر الوحوش ضراوة
لعنة فارة
شبحا رجيما
يتلبس الجثث
ويخيف المارة
قبل أن تتخطفه الغيلان
ليكون فيما بعد
حكرا على خلوات السحرة
والشعراء الصعاليك
يموتون ويبقى الشعر سليطا
جبارا
واحدا في نفسه
وكثيرا في الوجود
يرفس الأقفية الكبيرة
ويطيح بالآلهة العظام
صائلا
يشن أعتى الحروب والغارات
يهشم أكبر الأنوف
ويطيح بكل وثن
في يده كل السيوف المشهرة
وعلى كاهله العظيم
ترقد جميع الضحايا
منذ أن كانت هذه الأرض ملاذا للصوص
وعقابا للطامعين
يمر الفاتحون
تدفن عظامهم في صحرائها الواسعة
يدون الشعر
مهازل الخونة والمتخاذلين
ويسطر ملاحم العناد
يخرج كالشمس الحارقة
على الجباه العالية والمنكّسة
حالا في الأجساد والجثث
على حد سواء
في نواح الثكالى والأرامل
وهتاف المنتصرين
يخرج كسرب من النسور الجارحة
كقطعان عظيمة من الفيلة
ساحقا كل مايقف في طريقه
ضاربا بجذوره العظيمة
في كل واد وفلاة
مهابا أينما حل
تلوح له الأكف
تنحني له القامات
وتصمت الكائنات في حضوره المهيب
وبوادعته التي من قسوة وصلابة
ينحت الصخر
يدخل المهاجع
ويجري من ابن آدم مجرى الدم
وحين وهن عظمه
ومات مروضوه الأوائل
بالت عليه الكلاب
وأخذ السفلة من شعر ناصيته
حتى صار مطية للأدعياء والمتنطعين
يقتات على الزبل والقمامة
ويتقاذفه الصّبية بالحصى والحجارة
لكن جمرة الثورة
ظلت حية تحت رماده
ونزعة الثأر
لازالت تضجّ تحت جلده
حذار من فتنته الأخيرة
حذار من طوفانه الموعود
حذار من صاخته
من يوم يردّ فيه لأربابه