ترجمة وتقديم: نبراس الحديدي
تعدُّ الشاعرة جورجيا دوغلاس جونسون (1880-1966) واحدة من أوائل الكُتَّاب المسرحيين الأمريكيين من أصل إفريقي، غالباً ما توصف قصائدها بأنها أنثوية، وتستخدم عناوين مثل «الإيمان» و«الشباب» و«الفرح». في قصيدتها «قلب امرأة» تصف الشاعرة الحرية التي تتوق إليها النساء في أوائل منتصف القرن العشرين، والتي لا يزال صدى ندائها يتردد في يومنا هذا، حيث لا تزال العديد من النساء يجدن أنفسهن محاصرات داخل أقفاص، إذ تُشبّه الشاعرة قلب المرأة عند الفجر بطائر وحيد، هو الطريقة الوحيدة التي بإمكان المرأة فيها أن تختبر، ولو لبعض الوقت، الحرية الحقيقية.
يتنقَّل قلب المرأة الموصوف كطائر لطيف، بين جميع مناظر الطبيعة المتباينة في العالم، يطير فوق الوديان والقِلاع، ويتنقَّل عبر كل المشاعر التي تُطلق عليها «منزلها» الذي سرعان ما ستعود إليه.
في المقطع الثاني، وبعد أن سافر القلب بحرية طوال النهار، يتراجع مع الليل ويضطر الطائر للعودة إلى واقعه، ليُسجَنَ في «قفص غريب» أشبه بالزنزانة، هذا الحبس يبدو سخيفاً وغير مفهوم بالنسبة للمرأة التي كانت تعيش بحرية.
وبمجرد دخول هذا القفص، ودون أي أمل في الهروب، يحاول الطائر أن ينسى أنه يوجد شيء آخر غير الحاضر. في السطور الأخيرة من هذه القطعة، تصف الشاعرة القفصَ الذي تقع فيه المرأة بأنه «مأوى». هذا «المأوى» الذي يهدف إلى منع المرأة من السقوط في أي ضرر، لكنه الهيكل الذي يؤذيها أكثر من غيره.
قلب امرأة
جورجيا دوغلاس جونسون
يغدو قلب امرأةٍ بحلولُ تباشيرِ الصباح
كطائرٍ وحيدٍ يسمو بخفَّة دون توقف
مُحلقاً فوق أعالي الوديان والقِلاع
فيتردَّدُ نداؤه توقاً للحرية.
يؤوبُ قلب امرأةٍ في عتمة الليل
ويرجع الطائر إلى زنزانته
محاولاً نسيان حرية مُتَوَهَّمة
ضاعت وتاهت خلف قضبان القفص.