قفص الاتهام

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 6
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

كريم عبد السلام

لا أدرى

لا ندرى

لا أحد يدرى

متى وجدنا أنفسنا هنا

كيف وجدنا أنفسنا هنا

داخل القفص الحديدى الكبير

قفص الاتهام

 

استيقظنا ذات صباح كالعادة

أو انتبهنا ذات مساء على المقهى

فوجدنا أنفسنا هنا

كلنا

بدون استثناء

البائع المتجول والطبيب الأنيق والموظفة البدينة والسائق المتهور ورجل الإعلانات الذى يبيع الهواء والوزير المرتشى والسمسار الذى يتاجر فى البشر ويفضل السمراوات، والقاتل بالأجر وجثة الضحية على كتفه والدماء تلطخ ملابسه، والبستانى الذي يحصي زهور الربيع على الأشجار، والأولاد الذين يقصفون الزهور بعد أن ينام، والمعلم الذى خسر العالم ،وتلاميذه الذين خسروا أنفسهم، التراب والرمل والسبخة الزرقاء

حتى البحر الشاسع بأمواجه وزبده وأسماكه وشاطئه وأصدافه ومراكبه

أدخلوه معنا فى القفص الحديدى الكبير

قفص الاتهام

ورأينا القضبان السوداء

والأسلاك التى تربط بينها

كثيفة متماسكة

من الأرض إلى السماء

 

لا أدرى

لا ندرى

لا أحد يدرى

ما تهمتنا

ولماذا نحن هنا

لماذا الصيادون والطيور

لماذا النمر و الغزالة

لماذا الشرطيون واللصوص

لماذا العقرب والنار

لماذا القناص وطلقته الأخيرة

لماذا البستانى وحديقته والشجرة التى يشذبها

لماذا المدراء الكبار المتطاوسون والسعاة الذين يقفون على أبوابهم ويسألونك فى ذلة، ماذا تريد وكم ستدفع؟

لماذا الهواء فى قفص الاتهام؟

وكلما صرخنا، لماذا تحتجزوننا؟ يردد الصدى صراخنا: زوننا .. زوننا

 

لا أدرى

لا ندرى

لا أحد يدرى

متى احتجزوا النجوم،

وما تهمتها

الشمس الحارقة التى تلهب رءوسنا

من ألقى القبض عليها

وأدخلها القفص الحديدى الكبير

والقمر الفضى اللامع

من أقنعه بتسليم نفسه

والدخول طواعية إلى قفص الاتهام

 

لا أدرى

لا ندرى

لا أحد يدرى

إلى أين نمضى

داخل القفص الكبير الممتد

قفص الاتهام.

 

أزور  قبر أبى وأمى

داخل قفص الاتهام

أجر ساقىّ

 إلى العمل فى قفص الاتهام

وفى المساء

أقابل حبيبتى فى قفص الاتهام

وندخل السينما فى قفص الاتهام

ونتعشى فى المطعم على كورنيش قفص الاتهام

ثم نعود إلى بيوتنا الكئيبة فى قفص الاتهام

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم