مرزوق الحلبي
المرأة العاليةُ في القصيدة
إذا جاءت المرأةُ العاليةُ إلى قصيدتِكَ
فلا تصفْها
كُن لَبِقًا واحرص على أن يكون لها
صدرَ البيتِ
وافرش لها الكلام البسيط إذا رغبت
في النوم
واترك لها متّسعًا لظلّها
وحُلمها
ضع كأس الماءِ وانسحب بهدوء
وكُن كما يليقُ بشاعرٍ شهمٍ
لا تنظر من فتحات الحروفِ
أو من اعلى الهمزةِ إلى مجدِها
وإذا أرادتِ الشبابيكَ عاليةً
فكُن كريمًا معها
ولا تساومها كسمسارِ عقاراتٍ
وإذا أرادت سلّما
فصُغ لها سلّما من مُفرداتٍ متينةِ
وإذا تجلّى نورُها عندَ الصعودِ
لا تحرّك الأحرفَ في المفردات!
****
إذ اخترتَ لقصيدتِكَ امرأة عاليةً
فاترك لها دورَ البطولةِ
ولَنا حريّة التأويلِ
وإذا خرجت المرأة العاليةُ من قصيدتك يومًا
فاحفظ لها الودّ
تمنّى لها مزيدًا من العلوِّ
ولا ترمِها بحرف!
****
رواية جديدة
(إلى روح محمود درويش)
لو لم يأتِ الحلمُ إلى يوسف،
لو أنّه لم يسردْ رؤياه
ولم يسمعه من وراء البابِ أحد
لو لم تأتِ إليهِ النجومُ نجمةً
نجمةً
لو لم يُعِره القمرُ ضوءه الشفيف
لاغتاظوا من مبسمِه،
من لحظِهِ
من شجنٍ يسكنُ في عينيْه الصافيتيْنِ
من الصبايا المُطِلّات برؤوسهنّ
فوق السورِ ليلمحن وجهَه
كانوا سيجدون بئرا وقافلةٌ تربّيه كابنها
أو تبيعه
في رواية جديدة
.
(حزيران 2020)