هي أيْضًا
كَسرَتْ دَوْرقًا مَمْلُوءًا بِالضَحكاتِ
وهى تتسورُ الحياةَ إلى الحلمِ
لِتَرْوِى زَهرةً
نَبتَتْ بِقَلبِ عُصفُورِ الحَواديتِ
تُمَشِّطُ شَعرها بِأسَاطيرِ “ألف ليلة”
ثم تُنْصِتُ للهَديلِ
المَنْشورِ على حَبلِ الأيامِ
لا ترتجفُ
لِرؤيةَ الوُجوهَ المُنتفخةِ بِالأوْهامِ
أو يُرهِبُ قَلبَها قَرعُ طُبولٍ
خَارجٌ من أفوَاهٍ مَيتةٍ
تَعبرُ الطريقَ غيرُ عَابِئةٍ بِالوقتِ
الذى يَفرُّ من سَاعةِ يَدِها
ولا السَياراتِ التى تَدْهسُ ظِلَّهَا
وقِطعةٌ من الرُوح تَتَشبثُ بِهِ
وفِى المَساءِ
تُغمِضُ عَينيَّ دُمْيَتِهَا
تَفترشُ حِجْرَ جَدَّتِهَا
حيثُ تَسَّاقطُ الأسَاطيرُ
ويَتسعُ النَومُ لِجَنْىِ الأحْلامِ
…………………
تُشْبِهُهَا تَمَامًا
انْتظرتُها
عندَ ناصيةِ حلمٍ
اعتادتْ اللَهو بورداتِهِ
مُرتديةً ثوبَ ذاتِ الرداءِ الأحمرِ
وحذاءَ سِندريلا
وبحقيبةِ يَدِهَا مِرآةَ سِنووَايت
مَشَتْ
بعد أن وَهَبَتْنِي ابتسامةً
كانتْ تُلْقِيها لمَنْ لا تَعرفَهُم
قالتْ: تُشْبِهِينَ أُمِى!!
كنتُ أريدُ أنْ أخبرها:
أَنَّها كَبُرَتْ أَكْثَرَ مما تَمَنَّتْ
وأَنَّ العَالمَ ليسَ باتساعِ الحلمِ
وليسَ ثَمَةُ أَمِيرٌ إلا بالحَوَادِيتِ
وأَنَّهَا تَعْمَلُ الآنَ بوظيفةٍ حلوةٍ
ولَهَا ابْنَةٌ تُشْبِهُهَا تَمَامًا
غيرَ أَنَّهَا لاتَرغَبُ أَبَدًا
بالمشْي على وَجهِ الماءِ
بَيْنَمَا إنْ صَادَفَتْهَا الأَلْوَانُ
تَفِيضُ بنَبْضٍ ذي بَرِيقٍ
وهي أيضًا لا تُجَازفُ
بخروجِ قَلبِها مِنْ مَأْمَنِهِ
فيَسْتَبِيحُهُ اللَحْظِيونُ
وكَذَلِكَ يَفْعَلُونْ
كُنتُ أُريدُ أَنْ أُنَبِّهَهَا
أَنْ تَتَعَلمَ الخَبِيزَ
فَبَاعةُ الخُبْزِ
يَعْرِضُونَهُ عَلى الأَرْصِفَةِ
بَيْنَمَا باعةُ الأَحْذِيةِ
يَعْرِضُونَهَا بفَتَارِينَ مِنْ زُجَاجٍ
وددتُ لو قلتُ لَهَا:
أَلَّا تَكْبُرَ فِي مِرآتِهَا عَنْ الثَانِيَةِ عَشْرةَ
ولَا تَفقِدَ حِذَاءَهَا عِنْدَ الثَانِيَةِ عَشْرةَ
حَتَى لَا يَأْكُلُهَا ذِئْبٌ لِلمَرَةِ الثَانِيَةِ عَشْرةْ
……………………….
*من ديوان “ينتزع أجزاءها لتعترف” ـ تحت الطبع