باسم النبريص
(إصبع)
ترفع السيدة السمراء إصبعها في مجلس الأمن. هي تعرف أن إشهار الإصبع يعني قتل ألوف الناس وهدم منازلهم. في العالم الرأسمالي، هناك نوع من قانون القوة، والذي بموجبه يقول الأقوياء دائمًا أقل قليلاً مما يحتاجون إليه. هناك العديد من القادة السفهاء مثل تلك السيدة، ولكن بلون أبيض.
**
(تواريخ)
عندما تمكن، بعد ساعات، من رؤية شيء ما، تذكر الشاعر أن هناك ضباط أمن من حوله في كل مكان. بعدها اقتادوه إلى سجن خارج المدينة. لم يُظهروا له مذكرة توقيف قط؛ لم يعرّف أحد عن نفسه بأنه مسؤول عن تطبيق القانون. اكتشف في السجن أنه متهم بشتم أولاد الرئيس وإنقاص هيبة الدولة.
بعد أسبوعين أطلق سيلاً من الحشرات.
بعد شهر ونصف، انطلقت رصاصة، اثنتان، ثلاث، وهكذا طويت صفحة الشاعر من كتاب الوجود، مرة واحدة وللأبد.
*
(شبح)
كان يتطلع إلى الأمام وهو يمشي. وكنت من مكمني الليلي في الزاوية، أستطيع حساب الخطوات بدقة. لقد اتخذ ثماني خطوات إلى اليسار، ثلاثاً إلى اليمين، وعاد إلى اليسار، ثم إلى اليمين. ومع انخفاض الرأس، مثل الراهب المنغمس في أفكاره، أو الكاتب بعمود فقري معطوب، وصل إلى موقفه. ثم اتخذ ثماني خطوات، ثانية، والتفت إلى شيءما وقال: “هذا هو اليوم الذي كنت أنتظره منذ ثلاث سنوات”.
وبعد برهة، سمعت دويّ الرصاصة.
*
(ما يحدث)
كان نائما والآن استيقظ. كان نائماً والآن نظر من الشبّاك. كان نائماَ والآن رأى ما لا يسرّ. كان نائماً والآن عاد إلى النوم. كان نائماً والآن هو نائم. وليس إلا الرب يستطيع أن يشرح ما يحدث، لرجل نائم محتاج إلى أب.
*
(نهاية)
ليس من قبيل الصدفة أن المشهد الأخير من فوق سرير المستشفى، يحتوي على صورة تلال بعيدة غامضة يكتنفها الرماد، على أن تكون “التلال” بأل التعريف. وهنالك يتم تقسيم الماء بين ثديين: الجسد العاري للاتينية بالغة يغسل جراح الرغبة المسيئة في مياه الأطلسي.
بمفردها البنت، والليل موحش، وربما تموت غارقة في دوامة.
ثم تنجو، لأنها تعرف السباحة، محاطة بمناظر طبيعية حيث قامت، صيفًا بعد صيف، بتعليمها الجنسي، دائما دون حل.
وهنالك كذلك شبحان يغادران قبل الفجر من حيث تم اغتصاب الجسد، وبمجرد الوصول إلى هذه النقطة، لا يتم شرح أي شيء آخر.
ذلك أن الحي يكون انتقل في برهة للعالم الآخير.
*
(..)
ناموا وما قاموا. كان جحيم المقاتلات في الجو منذ الصباح. وهم، لسبب موصوف، لم يكونوا يعلمون أن الحياة هي أبدية وجيزة بعد العشاء.
*
(نزوح)
نزحوا. في الطريق كانت دبابة تربض على مرتفع رملي مصنوع. ستمر ملايين السنوات، ولن تعود ابنة أختي سماح من جباليا، إلى المنزل أبدًا.
*
(مطار دائم ومشهد عابر)
تلك البنت في مطار إلبرات، على الرغم من أنها لا تعتبر نفسها مسافرة خفيفة، إلا أنها ستحتاج إلى أن تكون صارمة للغاية عند اتخاذ قرار بشأن ما ستحزمه في الشنطة. وبطبيعة الحال، دائما إعطاء الأولوية لعملها التأملي. هي لا تحب التأمل إلا في المقابر والمطارات. في ليل بيتها الشخصي، لا.
لعل هناك علاقة طويلة بين الوداع والفضاءات العامة، لأن الصور الأصلية للهبوط على الحقيقة، كما هوالشأن من القمر، يتم التقاطها باستخدام واحد. لذلك، ربما ستأخذ معها حبيبها المسافر الثقيل ، الذي سذهب معها في كل مكان. ومع ذلك، قصتي تدور في الواقع حول مشهد عابر.
*
(توسّع مبهج)
في الليل نحن نسلط الضوء على المارة في شارع فيتوريا، في حي غامونال في بورغوس. نفعل ذلك بخوف من خلال قصة قصيرة جدا. دون الحديث عن لسان مونيكا الذي تمخض عن كوثر، فتلك القصة لا تحتمل أي توسّع مبهج.
*
(كسر خاطر)
مرة، أيام زمان، دخل قارئ يشكّك في الروائي البحت، إلى محل لبيع الكتب، وهَمَّ أن يجد كتابًا يجمع بين الخيال والمقالة، ويجمع بين السرد والعلوم الاجتماعية، ويغوص في مساحة يلعب فيها بشكل غامض بين الواقع والخيال.
لم يجد، فخرج إلى الشارع، بعدما فهم أن الأدب ليس انعكاسًا للحياة، بل سجلً للعلاقات مع الحياة.
على الإشارة الضوئية توقف. ثم لمع اللون الأخضر، فغادر نحو بيته بخيبة أمل وكسور في الخاطر.
*
(استيقاظ)
في ذلك الثلاثاء، استيقظ الشاعر في الساعة السابعة، كما يفعل كل صباح، وبينما كان يشرب القهوة، سمع في الراديو أن هناك تحركات للقوات في أجزاء مختلفة من البلاد.
لقد تلفّت حوله، وهو يدرك أن الوضع مأساوي حقًا. ومن شدة الرعب، تمنى لو أنه مات، قبل أن يكون شاهد عيان على هذه اللحظة. وبعدها صَمَتَ صمْت أولئك الذين لا يستجيبون: صمت الفارين من الخدمة.
*
(ما العمل)
“شخير” كان طاهياً في مزرعة موز، وأثناء قيامه بالطهي، أخذ المغارف وتظاهر بأنه يعزف على الغيتار، وكان من بين العمال الآخرين حسن بليلة، الذي قال له ذات يوم:
– شخير؟ هل تريد أن تتعلم العزف على الغيتار؟
– بالطبع! رد.
قال له بليلة:
ـ احصل على صلاة العفريت.
– كيف؟ سأله.
– سأحضره لك يوم الاثنين عندما يأتي.
– والآن إذن ما العمل؟ رد.
ـ أعد السؤال على لينين.
*
(الموت)
همس لظله الضئيل: “صعب جدا ، البيوت تختفي أمام الأعين، ومع هذا، عليك أن تبقى على قيد الحياة”.
ثم قام ليمشي. كان الوقت أول الصبح. الموتى من حوله لا يعدهم عدد. ماذا سيقول لمن سوف يسأله عن الحدث، لو عاش ونجا؟
ظل يتقدم بين حشائش أطول منه. سبخة النهر طينية لها كثافة مادة من مخاط.
لقد أشرقت الشمس أخيرا، بكامل حجمها. حدّق هناك: أشعة من ذهب تلف كل شيء: تضيؤه كما لو كان تحت لمبة كهرباء عالية الفولت.
مضى، لكن الجوع هدّه. نظر حواليه.. ليس سوى الأعشاب والحطب. همس: “أفعالك تموّل بؤسنا.. ما من شجرة مثمرة. هؤلاء الأوربيون، ليسوا بحاجة، عن ترف، للشجر المثمر، صديق أبناء السبيل”.
بعد قليل، شرع يأكل ما تيسر من العشب والنباتات التي تزحف على التربة. شعر بمرارة، ومن ثم، بمغص.
الضحى بعيد، الظهيرة أبعد. ما من حركة في المنطقة. يبدو أنها مقطوعة عن الناس. نام.
وهكذا، مضى النهار.
*
(طوفان)
مع أول أشعة الضوء وقلة النوم، خرج الأب والابنة إلى الشارع. لم تعد تمطر. كانت المناظر الطبيعية قاتمة. المنازل المدمرة، والشوارع يغمرها الوحل، والأشجار والسيارات مكدسة، والجثث الميتة والمتناثرة تتدلى من الأشجار، ملقاة على الأرض .. الرعب تم جمعه على مدار نهارين وليلتين. وخلالها، لم يعرف أحد حجم المأساة. كانوا بمعزل عن العالم الخارجي: الهواتف معطلة، لا كهرباء، خطان للقطارات محطمان والطرق مسدودة.
مساء اليوم الثاني، ارتفعت المياه عدة أمتار ولم يتمكن الناس من الخروج من الباب. كان عليهم فتح فتحة في السقف. كان الوقت ليلا ، ولكن البرق كان متكررًا لدرجة أنه بدا وكأنه نهار. الغموض والكرب يستوليان على الجميع: “لقد فقدنا حياتنا كلها”.
هما نظرا مذهولَين كيف سقطت البيوت الواحد تلو الآخر. لقد بدا الأمر وكأنه نهاية العالم.
في غضون ذلك، حاول الجيران تنظيم أنفسهم بأفضل ما في وسعهم في مواجهة هذا القدر من الرعب.
الممرضة الجارة أنقذت نفسها بالقفز من نافذة المنزل، وقررت أن تفعل ما تعرفه بشكل أفضل: ذهبت مع أختها لعلاج ما تبقى من الأحياء.
الجيران الذين لديهم سيارة كرسوا أنفسهم لنقل الموتى إلى المقبرة، والمصابين إلى المستشفيات.
كانت المناظر الطبيعية غيرها في الواقع ، لم يكن هناك حطام. مباشرة لم يكن هناك شيء. عشرات المنازل التي كانت تشغل الموقع قبل ساعات جرفتها المياه حرفياً.
الناس أغمي عليهم عندما رأوا أن كل شيء قد اختفى بجلطة دماغية.
الابنة بقيت في الشارع مرتدية ثوب نوم وجوز نعال مهترئاً. لم يمت أحد من عائلتها، لكن الطين غمر المنزل حتى السطح وفقدوا كل شيء.
وفي برهة ما، وهما هاربتان، وكما العادة، في كل طوفان، ما لا يمكن إيقافه هو ضراوة المياه التي تتقدم دون رادع نحو الجنوب، محملة بالأشجار والصخور والسيارات وكل ما كان في طريقها، لكن الشجرة التي تقف هناك، وحيدة، منتصبة، شجرة السرو المعمرة، هي رمز للأمل، لأنها تأخذ نغمة رومانسية داخل المأساة.
*
(في المصحة)
في مصحة سينت فرانسيسكو كلينك، رزقني الله بلُقية من أندر ما يكون في عموم القارة الشقراء، حتى أنها أندر والله من العثور على ماسة في جوف التراب، أو أظافر خنزير في صيدلية.
فقد شاء الحظ أن ألتقي ببيتر الفلاماني، العملاق وحليق الرأس ولابس الشورت في شهر يناير، فإذا به شيوعي عتيق، بسنواته التسعين، إنما ليس على الصورة التي نعهدها عربيا. فذات مساء تحت عريشة التدخين، جرى حوار بينه وبين شاب من جنسه، لطيف جدا (حتى أنه أعطاني حلوى البودنغ خاصته على غداء أمس)، وكانت الحرب بين أميركا وروسيا على أرض الأوكران، لب الموضوع. والشاب كعادة سواد الناس هنا، مع إعلام دولته ضد روسيا، إلخ، فراح بيتر يدافع عن روسيا، ويسرد للشاب تاريخ عدوتها الشريرة في كل بقاع الكوكب، في القرن الأخير، ذاكراً يوغسلافيا، العراق وليبيا، ثم سوريا، على الترتيب.
والخلاصة، أن بيتر، كما أعرب لي فيما بعد، كان عضوا في شبيبة الحزب الشيوعي الفلاماني قبل 69 سنة، ثم تركها وتركهم، لانشغاله بالعمل على جرار زراعي، لكنه اليوم يحنّ لماضيه.
وهكذا رحت أقول لحالي إنه أول شيوعي من هنا ألتقيه بعد أربع سنوات من الإقامة في بلدهم العاتم، ولا أظنني بملاق غيره في الأربع سنوات الآتية، إن ظل لنا عمر.
أما بيتر، فكل يوم كالأطفال، يستهلك كمية كبيرة من السكاكر وخاصة حبات الشيكولا على شكل بنانيرمخلوطة بالمكسرات. وبالأخص وهو يتابع إعلانات التلفزيون.
يا للعملاق أبو هيئة ورهبة!
*
(تشبيه بليغ)
أنا سألته: كيف الحال؟ وهو رد إنه: “يعني”، وأن كل الناس مثله، حالهم واحد. لأن الهواء الذي هناك كالهواء الذي هنا، يختلف في صفات جزيئاته، لكن جوهره واحد، وكذلك هم البشر.
وأنا والله استغربت، أسأله عن حاله فيتكلم عن الهواء؟ ثم عدت وصحصحت رابطاً الأمور ببعضها، فعذرته، بل تماديت وقلت إن تشبيهه، والنعمة، بليغ. فالبشر والحق يقال، بدون هواء كلهم موتى، والهواء حتى أهم من الأكل والشرب والسكن. هل رأيتم واحداً ميتا، طوال عمركم ـ ولطالما رأيتم ميتين ـ يستطيع التنفس؟ سأترك الجواب لكم، وأعود لأمرَّ على جارنا أبو إدريس، كي أسأله عن سعر تنكة زيت الزيتون لهذه السنة.
*
(ليل ما)
في ليل ما، بعيد عنا، ثمة شخص ما، بعيد عنا، في مكان ما، بعيد عنا، يتأمل جزئيات الهواء ومسألة وجود رب من عدمه، وقد يزفر المزيد من ثاني أكسيد الكربون، بين كل صفنة وصفنة، مع شهيق رئوي خافت، لا يكاد يُسمع من قبل شخص ما، قريب منه، في ليل ما، قريب منه، في مكان ما، قريب منه .. إلخ، إلخ، كي تنتهي القصة؟
*
(عبدول)
ما زالت هناك أيام يستيقظ فيها عبدول الأفغاني
متعرقًا، وأمام مرآة الحمام الجماعي، يشعر بجسده
واقفاً، فيلمسه حتى يرتاح.
هو لا يفعل ذلك إلا على سبيل التحقق من أنه لا يزال على قيد الحياة، في مخيم اللاجئين ببروخم.
*
(خوسفينا)
عندما كانت خوسفينا أيوسو، في التاسعة من عمرها، مات والداها، واحداً في إثر أسبوعٍ من الآخر.
لفّت الدنيا، والعالم دار مئة سنة وسنتين.
واليوم عادت خوسفينا، على فراش غرفة العناية المركزة، تنادي عليهما، بإلحاح، كلما فاقت وصحصحت قليلا.
أما الممرضة الشابة إينيليس، فكلما سمعتها تهذي، لا تستطيع مقاومة ابتسامة جائرة وسؤال محير:
ـ لمَ يتذكر أجداد الأجداد آباءهم، كالأطفال؟
*
(تطوّر)
يغادر الرفيق خوسيه مبنى العمل منتعشاً ويتنفس بصعوبة.. لقد كان أسبوعاً كاملاً من التخيلات حول رحلة زوجته وابنه لزيارة حماته. إنه وحيد في المنزل، الآن، ولديه المساحة الكاملة لنفسه. بعد أن خلع ملابسه وفتح الجعة التي يستحقها، انطلق نحو مكتبه، حيث ينتظره جهاز آبل جديد اشتراه بالتقسيط.
إنه على ثقة اليوم من أنه سيتذكر كلمة المرور للالتفاف على أدوات الرقابة الأبوية. وبالنسبة لما سيفعله، فلن يكون ذلك العبث ضروريًا في نظام التشغيل، ونزع سلاح الصواريخ!
الآن، لنغص في واحدة من أكثر من 24 مليون صفحة إباحية موجودة على الويب. وهو، على الرغم من أنه رجل محافظ مثل غالبية اللاتينيين في مملكة بلجيكا السعيدة، يمكن أن يرى نفسه مرتديًا بدلة وربطة عنق كل يوم أحد( مع أن هذه راحت موضتها من زمان)، إلا أنه يفضل التمسك بالمفضلات القديمة. وهذا جيد، لأنه، بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بأنهم أربعينيون من كبار السن مثله، فإن مغادرة منطقة الراحة الخاصة بهم هو فخ.
بنفس الحنان الذي يرحب به 130 مليون
مستخدم يوميًا، يفتح خوسيه أبواب جنة عدن هذه. وبعد عشر دقائق، وبعد اندفاعة قصيرة ولكن مكثفة للعثور على الصور التي تناسب ذوقه، يصل إلى ذروته.
على المقلب الآخر، على بعد حوالي أربع ساعات بالقطار، في مدينة خيل، وضعت زوجته ماريّا ابنهما في السرير وقالت لأمها ليلة سعيدة. وبعد وقت مثير: بعد هذه الجولة من ذلك الحنان، تسترخي في الغرفة التي شهدت أول مرة أدخلت فيها أصابعها في العالم المجهول بين ساقيها. الآن، بعد مرور 25 عامًا على أول حيض، مع تزايد الخبرة وصديقاتها اللاتي يستضفن جلسات من اللعب، تأخذ حقيبة سرية من أمتعتها كرفيقة مخلصة: جهاز تحكم من السيليكون الناعم مع منقار البطريق الصغير الذي يتيح لها تذوق النشوة في غضون ثلاث دقائق.
مممممممممممم. إنه ما يسمونها الجهاز المُرْضي وقد غدا في أنحاء المملكة السعيدة، زوجَ إناثها البديل والفعّال (بارك الله في الصانع الطيب)، حيث لا يستطيع زوج بشري أن يفعل ذلك حتى في جلسة استكشاف الكهوف المهبلية لمدة ساعة.
أخيرًا، أصبح كلاهما، رغم البعد الجغرافي، مسترخيين وراضيين وهادئين ومتناغمين، باستثناء الطفل ميغيل الذي سمع أمه تصدر نفس الأصوات التي تصدرها عندما يدغدغها البابا، لأنه لا يستطيع النوم..
المسكين ذو السنوات العشر لا يفهم على الإطلاق… هل يمكن أن يدغدغ نفسه، مرة ثانية خلال هذا الاربعاء نفسه؟
وها هو يحاول وينجح، لدهشته، فورا.
فالحمد لله، أن العائلة مبسوطة كلها، وبخير الآن.