عبد الرحيم التدلاوي
تقاطع
خرج من منزله يعدو بحثا عن أقرب صيدلية لجلب حليب لابنه الرضيع حتى يسكت صراخه بعد ان جف صدر أمه. في الوقت ذاته خرج مخمور كثور هائج بعد ان تم طرده لشغبه المائع… كانت الصيدلية تتلألأ نورا أحمر وكأنها تغريه بالقدوم.. لم تمض سوى دقائق حتى سمع زعيق سيارة إسعاف قادمة بسرعة.. بعدها عاد الرجل إلى منزله محملا بحليب الرضيع وفي لسانه حكايات..
شطحات مستجدة
يستلقي العالم على ظهره، يتابع عن كثب، بعينين ملؤهما الريب، شطحات الإنسان.. يمسح بمنديل صبره عرق غضبه السائح..
في لحظة نفاد، يبعث له بكائن دقيق ولعوب، ويتابع حمقه الضاحك، وجنونه الفادح، كان كعروس اكتشفت ليلة دخلتها أن زوجها حصور!
الحكاية
يعصر الأب غيمة..
تصوغ الأم عقدا من حبات المطر..
تحرك الجدة مغرفة الشوق في قدر الحكايات..
يشبع الأطفال وينامون ملء جفونهم..
تراودهم كوابيس، يرون فيها: الأب و هو يعصر غيمة..
و الأم..
انجراف
قالت لي بحيرة: أتحبني؟
كانت الجبال الشامخة مكسوة بالثلوج، وكانت القاعة عامرة بالزمهرير..
ضممتها إلى صدري، فاختلجت، ثم سرى في عروقها دفئي وعطر روحي..
شاهدت ذوبان الثلج، وماء زلالا يسيل..
سرعان ما امتلأت بالغرق…
لذة الموت
رأت السماء فسيحة، والهواء نقيا، كسرت القفل وحلقت لتعانق الشمس. أقفلت قلبي، وتركتها تراقص بجنون موسيقى الرصاص.
زوايا
كانت عفيفة رغم جوعها، تقاوم كل إغراء، وحين كانت تفتح صدرها، يتدفق منه الحليب، فيغذي كل الجوعى.. وكانت فاسقة، تلاعب الجوع بمهارة بغي محترفة، كلما أزاحت ثقل الملابس، اختفى بين أحضانها كل ذي حاجة فيشبع بعد جوع، ويخرج من طوافه لاعنا يبحث عن فلس بعد إفلاس لعيد الكرة نادما. وكنت ألازم مقهاي أتابع الثرثرات والنميمة القاتلة، وتعدد الروايات….
وكانت إلى جانبي تسألني حاجتي، وقبل أن أجيب، تطعمني كلمات فأشبع.
م..زاد
رسمتك في أحلى صورة؛ تهافت الناس على اللوحة؛ أخفيت الأصل وبعتهم الزائفة.
بعث
دفنت..
وعلى شاهدة قبري كتبت:
هنا يرقد عاشق
فانبعث من المقبرة نور الحياة..
صرت مزارا..