مرزوق الحلبي
لوحتِ لي بحبّ
وطيّرتِ لي قُبلةً عبرَ الشارعِ
أومأتُ للسائقِ أن ينطلق
لم يعدْ ينقصني شيء
**
كانتْ مهمّتي تلكَ الليلةِ
أن أتعرّف على نوعٍ العطرِ
عند الفجر،
اهتديتُ
**
جلسنا على مقعديْن
في المنحدرِ
دحرَجْنا ما بيننا ناحيةَ البحرِ
فازداد زُرقةً
ومدًى
**
القمرُ بهيّ الطلعةِ
وأنا وأنتِ هناك
نحرّكُ الرملَ الرطبَ بأقدامِنا
في مدّ وجزر
**
شمعةٌ واحدة
تُضيءُ وجهَك على كتفي
حتى صفا الكونُ
**
ذاك الصباح
انكسرَ قلبي
كما ينكسر الوزنُ
وبقيت القصيدة
**
سقطَ الوقتُ بيننا
كما سقطت قارورةُ العطر
من بين يديكِ
**
الوردة التي زرعتُها في شعرك
تصير حديقة
كلّما التقينا
**
عندما زرتِني في الجريدة
صدرت وكلّ أخبارِها قصص حبٍّ
وقصائد
**
كلّما التقينا على طريق المدرسة
أحضرت جيشًا من أترابي
نطوّب الموقعَ
ولا تزال العلامةُ هناك
**
مهما يجتهدون في تسمية الشوارعِ
تظلّ مرسومةً
بأسماءِ حبيباتنا
**
اشتبكتْ أصابعُنا فوقَ الطاولة
لا فكاكَ
قلتِ: دخلْنا في الحبِّ
ولم يعد ينفع الكلامُ
**
عندما زرتِني في مساكن الطلبةِ
أمطرَنا الأشقياءُ بالوردِ
من الشبابيكِ
وبالغناء
**
العطرُ الذي كنتِ تشترينه لي
طاردتُ به
أحدَهم
كلّما غشّ في لعبِ الورقِ
**
عندما حاصرتنا القبيلةُ
صعدْنا أعْلى نخلةٍ
تحملنا إلى الكواكب
**
كنّا نجري في الوادي
كشلّاليْن صغيريْن
ويجري هو فينا نهرًا عظيمًا
حتّى البحرِ
**
إلى اليومِ
أحاولُ تبويبَ رسائِلِنا
من سفرِ التكوينِ
إلى خارطةِ الجنّةِ للمُبتدئين
**
جئتِ مرسمي حاملةً إليّ
نهديْكِ
من يومها وأنا منقطع
عن التجريد
**
كتبتُ لكِ في رسالتي الأولى
تنتهي الحياة
عندما ينتهي الحبّ
ومن حسن حظّي أنه لم ينته