ـ ما أخرك؟
ـ خفت عليكِ من..
ثم توقف عن الكلام.
ندت عن شفتيها بسمة خبيثة، وقالت: – أكمل
ـ في الظلام الدامس.. الظلام..
قالها وقد نكس برأسه خيفة، كأنها تراه..
ـ هه.. لا تخف، أعرف أركان قصرك وأعرف الطريق إليه..
ثم استدارت إلى تلك المرآة المعلقة بجدار دار الضياف، وراحت تصلح من هندامها.
ـ كيف تراني اليوم؟
ـ بهية.. كلكِ رشاقة
وردت هي:
ـ أما أنا فأراك دميم الوجه كعادتك، ولباسك ملون كمهرج سرك هاو
ـ عذرا حبيبتي.. كيف لي ألبس الجميل في غيابك.. وأنا ما أريد إلا أن أكون جميلا في عيونك لتقبلي قلبي عندكِ خادما.
فجأة، سمعا حمحمة رجل طاعن في السن، دخل عليهما حيث لا يدريان، فبهتا وصاحا: من؟ من؟.
ـ عجبا ألم تعرفاني من مشيتي؟
ـ آه.. شيخنا المعتوه.. متى عدت أيها المقوس للمدينة؟
ـ اليوم يا سيدتي
ـ وهل أحضرت ما طلبته منك؟
ـ نعم يا تاج قصر المدينة.. لكن أنسيت حمحمتي وهي استئذان بالدخول عليكما؟
ـ أنت تعرف أننا لا نتعارف سوى بجسدينا، وقد فقدنا البصر كلانا منذ الصغر.
ــــــــــــــــــــ
قاص – الجزائر