ماهر طلبة
الرجل والحب
قيل فى الأثر: “يظل الرجل الرجل حتى يقابل المرأة المرأة ويحبها ..
ويحكى أن عنترة اصطدم يوما بحائط اليأس من وصل عبلة، فأخذ سيفه وفرسه وحزنه وأسرع فى الصحراء، لم يُعدّ النُهُر التى ظهر فى نهايتها القمر، ولا الليالى التى غابت فى بدايتها الشمس.. لكنه فجأة استشعر الجوع والعطش لجسد عبلة وقلبها، فنزل عن فرسه وألقى بسيفه على الأرض وبكى كما لم يبكِ يوما رجل، أو كما لم يبكِ يوما فارس، حتى توقف مطر قلبه وجفت عيونه، فصحب حزنه وعاد إلى خيام القبيلة فارسا من جديد
لكن التاريخ يحفظ لنا – في قلب الصحراء ورمالها- ذكرى ذاك اليوم البعيد.. عين ماء صافية رائقة كأنها عين من عيون الجنة.. كلما نزل عليها مسافر – أو مر بالقرب منها – اشتاق وحن حتى يتشقق قلبه ولو لم يكن محبا أو صاحب طريق.
نهار
نهار غريب.. صحيت أنا م النوم لقيته واقف فى البلكونة على السور بيضحك.. مرات قليلة قوى، يمكن مرتين أو ثلاثة إللى قابلت فيها نهار بيضحك.. “مرة لما عيسى قدر يهرب م اليهود وطلع لفوق، ومرة لما قابلت البنت إللى حَاوَلت تعدل حياتى وانتحرت لما فشلت، والمرة الثالثة.. مش فاكر، بدأت أنسى حتى حالات النهار المضحكة” أغلب نهاراتى راسمة على وشها بألوان باهتة رسم غريب.. يمكن حزن، يمكن أسى، يمكن حيرة، بل حتى يمكن غيظ من إللى بيحصل حوالينا ومش قادرين نغيره.. . كنت بقعد طول النهار- لحد ما الليل يشوف تعبى وحيرتى فاصعب عليه ويقول لى قوم نام – أحاول أعرف أيه المرسوم دا.. وبالليل أحلم وأحلم وأحلم.. يمكن ساعات أقدر أدْخُل حلم سعيد وأضحك، ويمكن ساعات ماقدرش أَدخّل الضحكة بقى فافضل طول الليل مكشر.. رميت البطانية بسرعة، وقمت أسحب أحاول أمسكه قبل ما يطير أو يقع فى الشارع، لكن لما قربت منه لقيت حواليه بركة ميه.. ماكانش بيضحك.. لكن كان راسم نفس الرسم المحير على وشه.. أنا رجعت براحة، وقعدت على طرف السرير، وجبت الورقة والقلم، وبدأت أكتب علشان أقدر أفسر حالة النهار.