قصائد من ديوان “كلاب عمياء في نزهة”
عمر زيادة
فيلم قصير جداً
لم آخذ الأمور بجدّيّةٍ أبدًا
لم أتعلّم كيف أنجو
ولا كيف أحبّ
ولا كيف أكون أيّ شيءٍ.
الحياة مرّت،
ألقت معطفها عليّ
ونستني...
جيوب مثقلة بالحجارة
_________
وحيداً
وممتلئاً بالشّكوك
تنجرفُ في المياهِ العميقةِ،
حاول هذه المرةَ
أن لا تصارعَ التيّارَ
لأنّهُ مهما فعلتَ
مع كلّ تلكَ الحجارةِ
في صدركَ
سيظلّ بابُ الغرق مفتوحاً !!
ضجر الموتى
ما الذي يمكن فعله أكثر بهذا الموت؟!
إذ إنّنا قد متناهُ كلّه
وتبادلناهُ كما نتبادلُ القُبَلَ والهدايا ...
حتى صار مملا ًّ..
وعاديا كأيّ شيء آخر...
وإنّ موتَ الواحدِ منا اليوم
يشبهُ أن تذهبَ
إلى حانة
وتنام عند البار ..
مثل جثةٍ عمرها ألف سنة ..
دون أن يأبهَ لك أحد... !!
لا طائلَ ..لا جدوى..!
إذن .. ما الطائلُ
من كلّ هذه الخطى
إلى الغابة؟
ما الطائل من كلّ
هذه الخطى
في الغابة؟
ما الطائلُ
من الغابة؟
إن كانت تسيرُ
معنا
بكلّ اللحمِ
والليلِ،
إلى حدائق الروح الخلفية
كدُوارٍ مُزْمن
كعادةٍ متوحشة ..!
قفص
هذا الأسى ليسَ أسايَ
وهذا الحُبُّ المُكَبَّلُ
بالوردِ والسلاسل ليسَ من أجلي
فأنا أكثرُ عتمةً من أن أتأسّى
وقلبي قفصٌ كبيرٌ
نسيتُ نفسيَ خارجَه !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر فلسطيني شاب، والديوان صادر مؤخرًا عن الدار الأهلية للكتاب