ترجمها الى العربية محمد خلفوف
قصيدة حب
بالشعر والعاطفة بالنار والليل
أنا خلقتك
مع لحظات السكر، مع فرحة محمومة،
أنا خلقتك
بأيدٍ فارغة وكؤوس مليئة بالنبيذ،
بوصة بوصة، وبنور روحي
أنا خلقتك
اسمك الرائع معروف دائمًا، في كل مكان،
مثل الله نفسه، بلا لقب وصريح،
أنا خلقتك
بالتربة من طوس، بالموسيقى والفرح،
هناك حيث توبخ الشمس الليل
أنا خلقتك
مجنون بلكنتك التي ولدت من خراسان
بطعم القبلات الحلو، مع شفاه تتحد،
أنا خلقتك
صامت أتيت في الليل وصحرائي مليئة بالنجوم
بلا سبب على الإطلاق، بدون كلمات يمكنني كتابتها،
أنا خلقتك
ما مدى صعوبة…
كم كان من الصعب البقاء على قيد الحياة
في الحرب، مطر الرصاص،
عندما نظروا في كل مكان
كان الموت والظلام والألم
كان عليهم أن يحزموا حقائبهم ويغادروا
ويسافروا إلى من يعرف أين
إلى جغرافيا غير معروفة،
كان ذلك في أي مكان ولكن هناك
وخلفهم منزلهم المفقود
كان أسود مع الرماد، إلى الأمام
طريق صعب غير مستوٍ
وطوفان الهاربين
حمل على كتفيه طفلاً
كانت ذراعاه حول آخر،
وخلفهم ركض ثالث
مثل كومة تخنقها غيوم الغبار
كانت والدتهم تتبعهم
جبل الصمت والرهبة
وجها لوجه مع الحرب، تدفقت الدموع
مثل عصير الرمان أحمر الدم.
آه ! لكن الحرب كانت وحشية
يحطمون آمالها بالخوف،
سرقة فرح أطفالها
مع سخرية البلطجة والعنف.
ثلاثة أطفال – لم يبتسم أحدهم،
ثلاثة أطفال – أصيب أحدهم بالحمى،
كانوا بلا مأوى وصامتين الآن
مثل قصيدة لم يُسمع بها إلى الأبد
على جانب الطريق، مندهشين
بلطف الشمس
ربما يأتي شخص ما
ورؤيته هناك، شخص ما…
جاءت الحرب على شكل رجل،
جاء الموت على شكل الشمس
كانت عيناه مثبتتان في السماء متجمدتان
إلى الأبد، ولا رؤية لأحد
وبعد ذلك لم يرَ شيئًا إلى الأبد،
وإلى الأبد الآن احتفظ
بصمته، وأغلق عينيه الرضيع
على الجرائم من حوله ونام.
لا تغفو أبدا…
لا تنام أبدًا، بسبب الكابوس
أن تجلس مستيقظًا كل ليلة حتى يأتي الفجر
بين الاستيقاظ والنوم، كأنه متقلب مع الشراب،
باسم الحياة للموت، مع اقتراب العمى
في الحب الفارغ الذي لا طائل من ورائه يتكرر بلا نهاية
بقوله “أحبك يا عزيزتي! هل تحبينني؟”
في الرغبة في الأشياء التي تصل إلى نهايتها ولكن لا تبدأ أبدًا،
في عمل لا طائل من ورائه، في تفاهة لا عمل لها
بلا ذاكرة ولا حدود ولا مكان
للانجراف في أحضان الرجال والنساء الباردة،
لتسحب معك حقيبة وثلاثمائة كتاب
أن يكون لك، من بين كل الألوان، كفن يخفي وجهك
لأخرج قلبي من الحجاب وكل ما يعنيه
من الرجال الذين كيانهم الداخلي هو مرحاض كريه الرائحة
لأخرج قلبي من تلك المدينة الغريبة في طفولتي
الذي لا تزال الأرض تحمل حزنها هذا بريئا ونظيفا
من التردد اللامتناهي، من عدم العودة هناك،
في أحلام اليقظة بدونك، في أحضان المنفى وهوائه،
في شوق لا حدود له للأشياء التي لن أراها أبدًا
في “الأمل”، تلك الكلمة الجميلة التي يجلب غيابها اليأس
بلا وطن، بلا حب، في حيرة شديدة،
داخل هذا الطريق المسدود الضيق الذي لا أستطيع السير فيه بحرية
ليتقيوك مني، وآه أسألك مع حبي
“يا بلد مجروح، مهلك! هل ما زلت تفكر بي؟ “
……………………….
*فاطمة شمس هي مترجمة ودارسة ادبية وشاعرة ايرانية معاصرة. ولدت عام 1983 في مشهد وبدأت في نظم الشعر في سن الرابعة عشر متأثرة بعدد من الشعراء. وفي عام 2000 فازت شمس بالميدالية الفضية في الاولمبياد القومية للأدب، وبعد عام من حصولها على الجائزة انتقلت إلى طهران لاستكمال تعليمها العالي في مجال الأدب الفارسي ثم في مجال علم الاجتماع في جامعة طهران.
ومنذ عام 2009 ونتيجة للانتخابات الرئاسية التي أثارت الجدل تعرضت شمس للنفي بعد إلقاء القبض على أفراد عائلتها على يد السلطات الإيرانية. ولهذا كان من بين الموضوعات الرئيسية التي تطرقت اليها شمس: الحياة في المنفى والسياسات والحرب والعلاقات الإنسانية والقضايا العرقية والحظر الاجتماعي و السياسي. وهي حاليا تعيش في لندن المملكة المتحدة
نشرت مجموعتين شعريتين: “88” عام 2013 والتي تم نشرها باللغة الإنجليزية، أما مجموعتها الثانية “الكتابة في الضباب” فقد تم نشرها عام 2015.