قصائد .. لأحمد عمر زعبار

أحمد عمر زعبار
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد عمر زعبار

1

أحبُّ الأغاني

ولست أحب أشعار هذا الزمانِ

ولا شاعرا يغتصب اللغة لينجب منها رنين الفراغ غريب المعاني

 

لست أحب الغموض “المفبركْ”

أحبّ رؤية ما ليس يُدركْ

أحب غموض الوضوح

وضوح الغموض

أرى في القصيدة ما لا يُرى

أرى الروح فيها .. حتّى أراني

 

2

أساتذتي سبعة:

أمل يُشِعُّ من ضحكة طفل فقير

بسمة على شفة طفلة حالمة

فرحةُ أمٍّ بأبنائها تحترق ليقال أضاءوا

ما خبّأ في سرّه الماءُ

الوردةُ تفوح لأجل الحياةِ

بشارة الطير حين يغني

وحكمة حرفين حاءٌ و.. باءُ

 

3

سيدتي

أوراقنا احترقت

ماضينا رماد

الذاكرة مثقوبة بالألم

مريضة بالندم

أنا

سأكسر أضلع المستحيل

أشيّد منها حُلُمي

على أنقاضِ ما اهترأ من الروح

على أنقاض ما في الحزن من عدمِ

 

4

أبحثُ في الشعرِ عنّي

في القصيدة

عن نزوات جديدة

تزيح الغبارَ وركامَ الحكمة عن أيامنا

 

الجسدُ ليس قبرا

الجسدُ ليس وعاءً

الجسدُ ملحمة أحلامنا

وشريك القصيدة

الجسدُ فرصتنا الوحيدة

 

أبحث في القصيدة

عمّا لا تراه العينُ

ولا تلمسهُ اليدُ

أبحث في القصيدة عمّا لا يبوح به الجسدُ

 

5

أخافُ

حياةً بلا حسِّ

كوردٍ من الخشبِ بلا عطرٍ بلا همسِ

أخاف موت إحساسي

 

أخاف

مرور العمر لا أحيا سوى صورةٍ

ترسمها عيون الناسِ

أو أصبح فكرة جوفاءَ

على صفحات كرّاسِ

 

أخاف

أن تصبح الحياةُ معتقلاَ

تغتال الحلمَ والأملَ

أو أحيا فيها مبتذلاَ

في داخلي سجني وحرّاسي

 

أخاف

تكرار جروحي

وهروب الروح من الروح

فيهجرني المعنى

ليصبح الفراغ واللاشيئ رفقتي وجلاسي

 

أخاف

تكرار ذاتي

أخاف أن

أنسى عناق الحياةِ

تقبيل شفتيها

فتصبح أنفاسها أنفاسي

 

6

أطفئ مصابيحهم

أكسر فوانيس الأمس المطفأه

أبحث عني, عن وجهي الآخر

عن صفحتي في كتاب الحياة

أضيء المعنى في صمت الكلمه

أنا مرآة نفسي

ولا نور إلاّ ما في الروح من عتمه

**

لسنا بقاياهم

لسنا رماد نيرانهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر تونسي مقيم بلندن
يعمل بالمجال الإعلامي رئيس تحرير ومنتج برامج سياسية وثقافية
حاصل على الجائزة الأولى للقصة القصيرة في مهرجان سيدي بوزيد للأدباء الشبان سنة 1984
صدر له ديوان (تفّاح المحبّة) طبعة أولى دار البدوي تونس 2020 – طبعة ثانية دار الفرات للنشر والتوزيع 2022 بيروت) له مختارات شعرية مترجمة الى الإسبانية وأخرى مترجمة الى الفرنسية 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم