قصائد تبكي وترقص

بي دي إف| موقع الكتابة ينشر الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي أديب كمال الدين
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أديب كمال الدين

نُكْتَة قديمة

قالَ لي: ما الحياة؟
قلتُ له: نُكْتَةٌ قديمة!
فضحكنا وضحكنا وضحكنا حدّ البكاء.

*
ترقصُ عاريةً على شاطئ البحر

كانتْ ترقصُ عاريةً بعيداً على شاطئ البحر.
كانتْ تحاولُ من خلالِ عُريها الأُسطوريّ
ورقصها الخرافيّ
أن تتماهى مع البحر.
والبحر لا يقولُ لها لا ولا يقولُ نعم.
البحر سرّ لا يكشفُ نَفْسَه
إلّا للحُروفيّ الذي يخبِّئُ قصائدَه في نقطةِ الروح،
إلّا للمجنونِ الذي يخبِّئُ سكاكينَه وكوابيسَه باحترازٍ شديد،
إلّا للغريقِ الذي يصعدُ جسده نازلاً إلى الأعماق.

*
طَرْقٌ متبادل

ليلَ نهار
كانَ الحرفُ يطرقُ الباب،
بابَ النّقطة.
وفي يومٍ منفيّ أعمى
سمعَ الحرفُ النّقطةَ تطرقُ الباب
من الجهةِ الأخرى،
وبدلاً من أن يرقصَ أو يبتهج
ولّى مُرتبكاً مَذعوراً كالفأر

*
حلمي الخرافيّ

البارحة
حلمتُ أنّني فتحت
شبّاكَ عمري على مِصْراعَيه
فكانَ النّهارُ مُدهشاً
فأخذتُ أشربُهُ بلطفٍ وهدوء.
ثُمَّ عدتُ إلى النّوم
لأستيقظَ عندَ المساء،
لم يزل الشّبّاكُ مفتوحاً كما هو
والنّجومُ تضيءُ تضيءُ تضيءُ السّماء
فمددتُ ملعقتي الصّغيرةَ السّحريّة
وبدأتُ آكلها نجمةً نجمةً.
وحينَ شبعتُ
عدتُ إلى حلمي الخرافيّ ببطءٍ عظيم.

*

ربّما

في الليلةِ التي وجدتُكِ فيها
تبيعينَ للسَحَرَة
حرفي بدراهم معدودة،
هل قامَ الموتى من القبور؟
– ربّما.
هل طعنَ بعضُهم بعضاً بالسكاكين؟
– ربّما.
وحينَ نمتُ مُجهَداً كجبلٍ مُنهار
وأفقتُ فلم أجدكِ بجنبي أبدا،
هل تساقطتْ أذرعُ السّاعاتِ على رأسي؟
– ربّما.
هل فاضَ الفراتُ حتّى غرقتُ
وطافَ جسدي؟
– ربّما.
وأخيراً: هل أنا حيٌّ حتّى الآن؟
– نعم، أعني……………….. ربّما!

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project