خالد النجار
- بيضاء أصياف عصور الأرض
بيضاء أصياف عصور الأرض م البدء
بيضاء أثواب العرائس
و حصان قريتنا القديمة أبيض
و مقاطف الورد
أبيض غيم الرّبيع
وزهور لوزتنا
وكفّ حبيبتي
ورداء أُختي
أبيض صوتي
وذاكرتي
وعشقي
و حجارة النّيل التي اهترأت من الأزل
وجدار مدرستي
وممحاتي
وفراشة الذّكرى التي ماتت على الرفّ
بيضاء بيضاء
بيضاء لو تعرفين الموت في حبّة ملح
بيضاء بيضاء
بيضاء شموس الكون عند قبائل البربر
وعند بزوغها الأوّل في العشب
بيضاء أعماق الشّتاء
اليهجر اللّيلة أعضائي
تخرجين الآن من حالة عشقي
تدخلين حالة الصّيف القديم
تتركين الليل من كفّيك يرحل
تتركين البحر من كفّيك يرحل
وتعودين
و تعودبن تلمّين شتات الموسم الميّت
في ذكرى صدار الصّوف
والمرآة
والدّفتر
بيضاء بيضاء
بيضاء لو تعرفين الموت في حبّة ملح
بيضاء بيضاء
ركبنا البحر في تلك السّنة
كان النّجم يعرفني
وكان الحصن يعرفني
وكنت أخاف
أخاف الموجة البيضاء تعرفني
فتروي حكايتي الأولى مع جارتي الصّغرى
إلى أمّي
وعندما يلتحم اللّيل مع البحر أضيع
بيضاء بيضاء
بيضاء
هذا شعري
هذا اللقاء البكر بالأشجار
شعري
هذا صوتي
µتلتقي الشّمس مع الأحلام
في صوتي
يستوي الماء مع الصّفصاف والأفلاك
في شعري
هذا عشقي
وأنا المبحر في ليلك حتّى ضفّة الكون
فافتحي أبوابك السّبعة لي
و أزيلي من سلالي
كلّ أسماكي التي ماتت
عصافيري
نجوم البربر المطفأة الليلة في أعشاب صدري
هذا عشقي
وأنا سافرت فيه مذ وُلدت
فاضعت كلّ شاراتي
جسمي
و حللت فيه
بيضاء بيضاء
بيضاء لو تعرفين الموت في حبّة ملح
بيضاء بيضاء
عندما كنت صغيرا
ضاعت الدُّميةُ في البحر
فتماديت أضيع كلّ شيء بعد ذلك
فأنا كنت أضعت لعبي
ودروسي
وحذائي
و أضعت بعد ذلك كلّ من أحببتهنّ في حياتي
بيضاء بيضاء
بيضاء لو تعرفين الموت في حبّة ملح
كانت الأصياف بيضاء من البدء
و كان الكفن أبيض
- غياب
Für Annet
عندما ذهبت
اختفت الوردة مع ظلها
اختفى الخطاف
والدراجات الملونة
اختفى الليل
والمرآة
والفصول
و البحر
اختفت الأسماك
و الصيف
والخيول من الجزر
عندما ذهبت
اختفت القواقع
و النجوم من سطوحي
لم يعد لي هناك سبتمبر
ولا أحد لأسابيعي
عندما ذهبت
لم تعد تمطر في بروكسال
اختفى المفتاح والقارب
و الحصان
وغابت الرياح والخيول والأشجار
والظلال
توقفت الأمواج في البحر
والتحف العالم بالصمت
- نوم
وكنت أحب أن أنام
في نواقيس الخرفان
وأن أسمع غناء الأسماك في سماء موسكو
أحب أن أنام في صوت الموجة
في الصهيل البعيد لخيول الجزر
وأن ارى العصافير التي تطير في ظلال بحر الجنوب
وأن اصغي إلى تنفس الوردة
في الليل
وأحس بحزن الليل في عين الحصان
اذ يتطلع في الأشياء من حوله
كنت أحب أن أمسك المطر في ميناء الساعة
و أن انام في بياض الهلال
وأن اصغي لغناء عرائس البحر
في الأرياف
عندما كنت أعتقد أن البحر ينبع من المرآة
و أن العصافير تولد من الأمطار
- أصوات الخريف
كنت أحب العصافير
والقواقع
و الحصان الذي يذهب في الفجر
كنت أحب البحر و القارب الأزرق
وأصوات الخريف
- قوارب
لم تعد هناك قوارب للصيف
ولا تلك الفتاة التي تحلم بالبحر في بيتها
و لا الفراشات التي تظهر بعد مطر سبتمبر
ولا رعاة يجيئون بقناديلهم
تحت الأشجار المظلمة
ولا خرفان تثغوا آخر الليل
- قصيدة
أحمل الشّمعة والأزهار في صمت يدي
أحمل المرآة والجورب والغيمة
في صمت يدي
وغناء ضاع في صيف بعيد
وفوانيس من النّفط
وذكرى
أحمل الكرّاس والأبواب والبحر
وفراشات
وحزن الأبديّ
- قصيدة
وبعد منتصف الليل
يمرّ الرعاة إلى الجنوب
تمرّ ذبابة بنافذتي
دميتي في الخليج
وصيفي بلا حشرات
وأنا للغبار
لا بئر في باحة داري
ولا أمواج في البحر
وأنا بارد كالدبّ
شمال بلا جداول
أو ساعات
لا بروق في الفجر تضيء داري
ولا قمح في شتائي
وأنا منسيّ كالخلنج
شمال بلا نجمة
وجنوب بلا حندقوق
- عندما كنت صغيرا
عندما كنت صغيرا
كان ظلّ الريح بيتي
ونواقيس المدارس أغنياتي
كنت أمضي
غامضا كالشمال
متآمرا كالرّبيع
كنت أمضي
حتّى ينابيع منتصف الليل
يتطهّر العالم في مرآتي الأولى
ويكبر شجر الطقسوس في نومي
كما في الجزر
- قصيدة
قد يجئ النّسر في الظّهر إلى بئر الحديقة
ورداء الملكة
يلتمع كالنّجم في كلّ الفصول
في الشّتاء
قد ترنّ مرّة أخرى نواقيس المدارس
وتجيء الرّيح للفانوس
و الأمطار للمدن
ويجيء النّسر في الظّهر إلى البئر
- قصيدة
لو كنت أقدر أن أكون ملكا
لنقشت اسمك فوق أبواب الحصون
و على القصور
لكتبته بالذّهب
لضربته فوق نقود البلد
لجعلته شارة سلطاني و عزّي
لو كنت اقدر أن اكون
- . قصيدة
لابدّ أنّ في المدينة
شارعا قفرا و شبّاكا مضاء
وأنّك فيه تنتظرين كلّ مساء
بريدا
سوف لا يأتي
و تبكين
لا بدّ أنّ في المدينة
- . قصيدة
سأكتب في مضيق البحر أشجاني
سأكتب كنت تأتيني بطعم طفولتي البيضاء
سأكتب كانت الأمطار فوق نوافذ البيت
تذكّر
آه يا حبّي تذكّرني…
ففوق نوافذ البيت سحاب لم يجد بعد
وفوق نوافذ البيت ذوى عمري ولم تأت
سأكتب في مضيق البحر
أنّي عشقتك يوما
وأنّك لم تحبّيني…
- قصيدة
و أعود م الأسفار للبيت القديم
ويعود للأشياء طعم الموت
والصّمت الحزين
… سأمرّ تحت نوافذ الأحباب في الليل
كما يمضي الخريف
فالرّيح مازالت تعيد مرارة الزّمن القديم
و تزيل م الرّمل
كلّ الذي قلناه يوم رأيتني
- قصيدة
سأجيء مثل الريح عبر منازل البحر
لأعيد للجدران أحزان المدارات
ولون الأبحر السّبع
سأجيء مثل الريح عبر منازل البحر
- . صليب
كالشّمس تحت الماء وجهك
كالزّمان
صليب هو في ليلي
و في دائرة الأيّام
بحيرات من النّجم
تعيد الرّيح في بيتي
تمنحني طفولتنا التي ماتت
كما ماتت
فراشات على صيف بدون ضفاف