قصائد

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

قال الهامش للمتن

أنت الشامخ وأنا الظل

أنت المتبوع 

وأنا التابع

قال المتن

وأنت الكاشف لغموضي

مصباحي

ودليلي حين أضل

فرتق الهامش حرفاً هرب من السرب

وعدل هندامه

حينئذ سار الركب

وأكمل قلم الكاتب رحلته

ودعا القبطان ليبحر

لكن نسي كلام البحر

“قبيل الرحلة

أحسن لحروفك

تحميك من الإعصار”.

فاصطدم القارب بجزيرة سهو

لم توضع في الحسبان

 

الهواء المراهق

يسير في إثر الجميلات

ويختبئ خلف شجرة

ليخرج مع دخان سيجارة

يخاف من أبيه الذي

يبرم شاربه وينفث في الريح غاضبا

من ابنه الشقي

المراهق هذا يفزع المارة

ويقلق أغصان الشجر

لكنه رقيق 

يخاف هطول المطر

كان يضع كل مساء صورة أمه

التي فقدها في معركة مع النار

يمسح بكفه وجنتيها

ويترك دمعة فوق جبينها المترب

كان يسأل نفسه متى سوف يقفز مثل أبيه

ويسبح بين الطيور

يحلم باليوم الذي تصطفيه سحابة

وترافقه لعشها؟

ذات رحلة تعقبته فراشة فاستغاث بضوء

ولم تسعفه سوى حبة رمل عابرة

سليل الرياح العتية حالم لم يزل

لم يعرف الزيف بعد

لم تختبره حوارات المنافقين في حملها

لم يزل عالقا بين هدبي فتاة تغض طرفها

غير مكترث باقتراف إخوته جرمهم في دخول المعارك

ياقته ناصعة 

ووجهه شمعة لم تطأها شعلة

الهواء المراهق

غضٌ

ولكنه يوماً سيشرب هذا التراب المعتق

حتما سينبت شاربه في خريف 

ويصبح مثل أبيه

العتي

فترهبه الكائنات 

وتندم الفراشات على عشقه ذات يوم.

 

قالت صورة لحائط ترتكن على صدره

هل مللت؟

فأجابها: وهل يمل الصدر خفقان قلبه؟!

كان يحتضنها من الخلف كعشيقين

ولأن حائلاُ يمنعهما من الاستمتاع  بهطول المطر على رأسيهما

كان ينحني كمظلة

ويلين كمطر 

كان يستدعي موسيقى الفالس

ليرقص معها بعد أن يطفئ أهل البيت المصباح الذي يراقبهما

قصة أشعلتها التفاتة من الصورة ذات مرة

وأرَّقتها يدٌ

فشعر الحائط بحنين لم يألفه

لى أن عادت إلى حضنه سالمة.  

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project