السّحابة:
عنقود من شجر ريح التّائهين ,تمرّبعيون المكمودين كلّ حين …. حين تستيقظ من غيابها …
حين ترحل في غيابها … حين تسكن في غيابها …. حين تتلهّى بغيابها ….و الغياب غابة
من شهوة الهروب إلى حيث لا أجدها…. …………
فيا قاتلتي بالإمعان في متاهتي الحبلى بخمري و أصحابي ,, الطّير في مقلتيك شبّاك مقفل
,, يسأل الماء :
يا الماء .. هذا خنجري ..
هل قتلت ؟؟؟
هذا خنجري المدهون بي ..
أسدّده نحو نحري ..
حتّى أشاهدني جدّا أفيض في كاسي ..
و أغنّي………..آه الغناء مرّ الوجود…….
يا ماسكتي من تلابيب القلب , آه الغناء يدميني .. الغناء يباغتني بي .. فأقتلني……
و الّتي في جرابها شروخ قمري تقفز من الصّدر إليّ ….لا شيء …. سوى مصل ذاكرة
جلدتها شاخت في عشق اليمام … و البلاد و مريم و حنّة حوريات الجنوب المتأجّجة فيّ
.. لا شيء سوى مدية على نصلها طفل دمي الجاري في وشج الفقر الثّافب رخام منامي
………………عصفورة البلح تشرق من طين أقدام الرّاحلين في وهج الطّرقات المكلومة.. و
بالمآق ودق ٌ آت ….
فهذي خطاي أدقّها على لوح مناسكهم في حفظ أوداج البلاد ..أعبّقها ودّي المراق على
ظفائر زيتون السّاحل و نخل الجنوب و حنطة الشّمال…
عصفورة البلح تلج بلّور ماء بيّاش* القليل .. تقدّ قدّاس الوطن و تشرع لشموس قفصة*
شرفات من حبق و شيح للّذين تطير من وراء ,, وراء أصابعهم كلّ حين سحابة و قبّرة … و
سمق كثير ……..
……………………………………………………………………………………………..
* شاعر عراقي
* بيّاش : وادي مشهور بولاية قفصة
خاص الكتابة