قدم معلقة في السماء

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

لا شيء ثابت الأرض

رخوة قدمي الغاضبة

قدمي تضرب الارض كطفلة عنيدة

تسقط مسافة ضئيلة خلال السقف

 بماذا سيشعر ساكنو الدور الأسفل

عندما يجدون قدمي تتدلى غاضبة

جوار المروحة الضخمة

عندها سيتغلب توتري على غضبي

وتخجل قدمي

ستحاول العودة من نفس الفجوة

لكنهم – الجيران – سيطاردونها

 كفأر كاد أن يفسد عشاءهم

سأعتذر لقدمي وللسقف وللجيران وللغضب نفسه

فقط دعوني أعيدها

وسأتكفل بمصاريف رتق ما تحطم

المفاوضات تتواصل ويزداد خجلي

يتكاثر حولي كعناكب كبيرة ومتوسطة الحجم

تثرثر وتضحك وتصنع من موقفي نكاتاً بذيئة

لا شيء هنا يساعدني على إعادة الوقت

على تبديل غضبي الأرعن بجلسة تأملية علاجية

يتخللها طقس تناول الشاي أو مشاهدة تان تان

والاستمتاع بكابتن هادوك

لاعناً كل شيء ببساطة

أيتها العناكب الساخرة انقذيني

يا جهاز التلفاز مُدني بفيلم صاخب دون إعلانات

حتى تنتهي المفاوضات

ألا يمكن إنهاء هذا الوجع؟

ألا يمكنني استعادة قدمي كما استعدت أحلامي القديمة

من حبيبي دون تنفيذ ودون وداع؟

أو حتى استعادة مشاهدي الأثيرة مع أمي

وهي تلقنني أغنية صباح عن حبيبة أمها

آه

كم كانت جميلة أمي

وكان صوتها يصنع لي فراشاً كسجادة سندباد

لأذهب مع ياسمينا وأكونها أحيانا

مرة غراباً

ومرة أميرة لها محيط خصر رفيع جداً

وشعر طويل يتطاير بفتنة مواصفات الحبيبة

دون تفكير وعقل وأشياء تحبط الرجل

–أي رجل-

يا ربي لم لا يكفون عن النزاع

ما دخل أبي بالأمر

ربما يجب أن أترك لهم قدمي معلقة غاضبة

وغير قابلة للرجوع

مثل أمي وحبيبي وأحلامي وأشياء كثيرة

اخترقت فجوات أخرى

ولم ولن تعُود

سيكون مريحاً جدا أن ابقى هنا

نتناوب السخرية

أنا وخجلي

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم