اختارت المؤلفة “فاطمة شرف الدين ” التحدث عن الحرب بعيون طفل صغير يرى كيف تتبدل حالة مدينته عندما أتى إليها الغرباء ولم يرحلوا ،يستمع لأصوات القذائف صباحا ومساء وإذ يشتد القصف تغلق المدرسة وتخلو الشوارع من المارة والسيارات ويهرب الجميع إلى المخبأ،وفيأخد معه الخبر والماء وفي بعض الأحيان العسل والجبن ويذهب مع والديه حاملا بعض الشموع . وعندما يتوقف القصف يعود كل شئ تفتح الدكاكين وتمتلئ الشوارع بالناس والسيارات ويذهب مع والدته لشراء ما يحتاجونه للبيت و قد يلعب الكرة مع أصدقائه خلف البيت .ويدرس الحساب لدى صديقه وإن انقطعت الكهرباء يبقي عنده،فيذاكران على ضوء الشموع ربما يشتد القصف مجددا وتصبح الشوارع غير آمنة .ثم يخبرنا عن مشاعره وخوفه من الحرب عن الجنود ويتساءل إذ كان لديهم أطفال مثله ويفكر في مخاوفهم . لكنه لا يقف مكتفي بوصف مدينته وما يمر بها أو ما باح به من مشاعر تجاه الحرب.فيطالبهم بالرحيل مفكرا في غده الذي سيصبح فيه معلما للأطفال الكتابة والقراءة والرسم فهو يحب مدينته وإن كان بها حرب .
صدر الكتاب عام 2006 وكانت بيروت قد مرت بحرب أهلية وقد أهدت المؤلفة كتابها لأطفال فلسطين والعراق و لكني الآن أفكر في ذلك الطفل البطل الذي وقف يطالب الغرباء بالرحيل ماذا سوف يفعل أمام شكل جديد للحرب !
بريفيو:
في مدينتي حرب
تأليف فاطمة شرف الدين
http://www.fatimasharafeddine.com/index.html
رسوم توماس بروم
دار أصالة بيروت 2006
ترجم إلى عدة لغات.
لائحة الشرف 2009 لمؤسسة انا ليند