في طولكرم.. للشاعر الإيرلندي جين باري

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

في طولكرم.. للشاعر الإيرلندي جين باري

ترجمة: نزار سرطاوي

إن سموم الكراهية التي تستقر على مقربةٍ من القلب، تضاعف أعباء الذي يعاني من المرض؛ فهو مثقلٌ بأحزانه الخاصة، وهو يئنّ حين يرى سعادة إنسان آخر.

 إيسخيلوس (أبو التراجيديا – في العام 500 قبل الميلاد). 

قبل أن يأتوا،

أغصان التين التي تحاكي الثعابين

كان يزرعها رجالٌسعداء تملأ التجاعيد وجوهَهم

وبساتين الزيتون الأقدم في العالم

تُطعِم عائلاتٍ وزبائنَ مجهولين 

يجلسون ببزّاتهم في مدائن تقع في بلاد غير معروفة،

والطحينة المخملية وحبات اللوز الكبيرة

تغَطّي الوجوه المبتسمة لصناع الشيكولاتة الايطالية.

من أماكنَ معتمةٍ باردةٍ في منازلَ مطليّةٍ بالأبيض

يُقدّم الزعتر نفسه

ليضفي الفرح على موائد إفطار أطفالٍ يحدقون بأعينهم،

وولائم وحلويات ومشروبات

ويبعث الدفء في قلوب أمهات كل هَمهنَّ أن يرضين

عائلاتهنّ وقد نسينَ أنفسهنَّ وهنّ يخبزنَ ويطبخن

من أجل لحظات أمومةٍ أخرى

يُكرّسْنَها لتعلم الخبيز .

من قلوب معتِمة باردة صدر أمرٌ

باقتلاع مليون رمزٍ للسلام

إلى رؤوسٍ تقود الدبابات والجرافات

راحت تبتسم لأنها سحقت واقتلعت

بقلوب تثغو بالكراهية بالوكالة

وقلوبٍ شابة جديدة تلبس زيًّاً موحّداً بلا عقول

وصلت ورحبت بأمر جديد لاقتلاع

مليون إنسان. أن تقتلَ وقد غمرها الفرح.

أن تسجِنَ

أن تُعذّبَ

أن تكذبَ

أن تُرهبَ

أن تُحاصرَ

أن تُؤذيَ

أن تسرقَ الأرض

أن تُجرّدَ الناس من إنسانيتهم

أن تُحوّلَ مجاري الأنهار

أن تُدمّرَ البيوت

أن تُهدمَ المستشفيات

أن تُوقفَ التعليم

أن تسبب تدفق المهاجرين

أن تقتلَ المتوطعين 

أن تمارسَ الفصل العنصري

أن تخالفَ قرارات الأمم المتحدة

أن تطلقَ النار على المدنيين لتقتلهم

أن تُحَوّل المحتل إلى مستوطن

أن تقذفَ الأطفال الرُضّع في مهودهم بالقنابل

أن تخرقَ معاهدة جنيف

أن تستعملَ الأسلحة الكيماوية المحظورة

أن تحتجزَ الأمهات اللواتي على وشك الولادة لعدة ساعات

أن تهشّمَ عظام الأطفال بالصخور

أن تبترَ أعضاء الشيوخ المعاقين حركياً

أن تُصَفّقَ فرحاً لكل فَظاعة تُرتَكَب

أن تلثَمَ كلَّ فرصة للقتل صباحَ مساء

ومع ذلك، يسمع الجرحى محمود درويش يهمس،

تمهّل أيها الفرس المُحَمَّل بالفصول،

والأشجار الغضّة تزرع نفسها في العقول الفلسطينية.

—————————–

At Tulkarem

Gene Barry

For the poison of hatred seated near the heart doubles the burden for the one who suffers the disease; he is burdened with his own sorrow, and groans on seeing another’s happiness. Aeschylus (The father of tragedy 500 BC)

For the poison of hatred seated near the heart doubles the burden for the one who suffers the disease; he is burdened with his own sorrow, and groans on seeing another’s happiness.

Aeschylus (The father of tragedy 500BC)

Before they came,

Snake-like branches of figs

were farmed by happy wrinkled men

and the world’s most ancient olive groves

fed families and unknown customers

seated in suits in cities in unknown countries,

and velvety tahini and large almonds

dressed the faces of smiling Italian chocolatiers.

From cool dark places in white painted houses

za’atar would introduce itself and

please child-staring breakfast tables

dinners, deserts and drinks

and it would warm family-pleasing mother’s

hearts who as they baked and cooked,

lost themselves to other mother moments

of learning khoubiz baking.

From cold dark hearts a command to

uproot one million symbols of peace was driven

into heads that drove tanks and bulldozers

that smiled as thrashed and uprooted

with hearts that bleated hatred by proxy

and new young uniformed hearts without minds

arrived and welcomed a new command to uproot

one million people. To kill with pleasure;

to jail

to torture

to tell lies

to terrorise

to blockade

to victimise

to steal land

to dehumanise

to divert rivers

to knock homes

to raze hospitals

to halt education

to create refugees

to murder volunteers

to introduce apartheid

to break UN resolutions

to shoot civilians to death

to change occupier to settler

to bomb babies resting in cots

to violate Geneva’s Convention

to use illegal chemical weapons

to hold mothers in labour for hours

to break children’s arms with rocks

to maim mobility restricted geriatrics

to applaud every atrocity with pleasure

to kiss the gift of killing at sunrise and sunset.

Still, the wounded hear Mahmoud Darwish whisper,

Slow down, O horse saddled with seasons,

and baby trees replant themselves in Palestinian minds.

—————————–

جين باري شاعر إيرلندي متخصص بالعلاج بالفن والغلاج النفسي. نُشر له العديد من الأعمال في بلده وحول العالم. وقد تُرجمت أعماله إلى العربية والإيرلندية والإيطالية. وهو مؤسس جماعة بلاكووتر الشعرية التي تجتمع كل أسبوع في أماكن متعددة في منطقة نورث كورك الأيرلندية، وتتولى إدارةَ صفحة الفيسبوك الخاصة بالجماعة.

يعمل باري في إطار تخصصه في العلاج بالفن من خلال الشعر مع العديد من المستشفيات، والمدارس الابتدائية والثانوية، والمؤسسات التي تساعد متعاطي المخدرات، والمؤسسات التي ترعى الشباب الذين يتسربون من المدارس، ومؤسسات المتقاعدين، وكذلك طالبي اللجوء، ومختلف الجماعات الشعرية.

قدم باري قراءات شعرية في كلّ من أستراليا، والولايات المتحدة، وهولندا وإنحلترا، واسكتلندة، وبلجيكا، والبحر الكاريبي، كما استضافته مؤسسات شعرية متعددة في أنحاء متفرقة من إيرلندا. وفي عام 2007 قرأ الشعر في احتفال باتريك كافناه في دبلن.

في عام 2008 تولت مؤسسة الشعر المتمرد طباعة كتيبه الشعري “بدون شجرة عائلة.”  أما ديوانه “عمل غير مُنتهٍ” فقد قامت مؤسسة دغهاوس للكتب بطباعته عام 2013. كما قام في عام بتحرير مجموعة شعرية بعنوان “أصوات صامتة” جمع فيها قصائد ألفها الباحثون عن اللجوء المقيمون في إيرلندا. كما حرر في عام 2012 كتابين أحدهما بعنوان “تذكُّر الماضي” والآخر بعنوان الماكس الأزرق.” ويعمل باري حالياً على تحرير ديوانه الثالث.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم