ديمة محمود
سأوزّع صكوك الاتّهام والغفران كفيمنست وألعب بالتّبادل دور الضّحية والجلّاد
أمهّد الإسفلت تحت وطأة دوسيهات الأرشيف وتوابع التّسرب من المدراس والوظائف الحكوميّة
لا مانع أن أختم ركضي المتسارع في جلسة نميمةٍ على الفرندا
بـ” أباركا” تدسّها جارتي الطّيبة في سهرتنا المسروقة من عيون الطّفيليّين.
*
على درج القبو جلسنا ببراءةٍ نراقب العالم تعالجُه صبيةٌ حسناء
عطّلت أمّها زواجها بأنانيّةٍ
كان مدهشاً أن تضع العالم في برميل لتنظّفه من وسخه القليل، آنذاك
ثم تمرّره في بكرةٍ فيستجيب لِلدونة نهديها بليونةٍ باهرة
ويخرج منساباً من الطرف الآخر
ترى لمَ لمْ يُصبنا المللْ ونسينا كفينا معاً ونحن نتابع هندمة العالم قطعةً قطعة!
*
في ذيل الفكرة تقطن الحقيقة
في أدكن بقعةٍ من الأفق تتشظّى شرارات الهواجس
السّديم وحده المخوّل بصهر قوائم الادّعاء العامّ ومرافعات المحاكم
قبل المنعطف بمترين تعثّرت عجوز مع قفّتها
لم تتحسّس الحفرة جبهتَها التي ارتطمت بالحياة مطلقةً لسانها
يداها تجمعان أكبر عددٍ تصلان إليه من النبق وهي هامدةٌ.
*
لماذا يربط الإقطاعيّون أوهامنا مع كتلهم الإسمنتيّة وقراهم السياحيّة
غيِّر عتبةَ بابكَ أيّها المسكون بأوهام الحبّ والآثام
ابنِ لك بيتاً في حقول ألف ليلةٍ وليلة
عند شفير الجبال على مقربة من جانبي الشكّ واليقين
لن تهويَ استبانات المسح والاستقصاء
ولن ينبجس اثنا عشراً عفواً عمّن قضوا في الانفراديّة
ولن تتوقف عنصريةٌ تحدُّ كوتة المرأة في البرلمان أو بناء الكنائس
قطّعوا حناجركم إذاً هنا على القضبان
ثم اغرزوها بين طريقين كنتوءاتٍ شائكةً تغربل المسير
علّ بحيرةً تلقي بجوفها وتنفرج العقدة أو ترقّع الغشاء!