في المقهى

محمد العنيزي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد العنيزي

1

المقهى يعج بالحركة.. الروائح عالقة بحاسة الشم.. شاي.. قهوة.. تبغ.. والكراسي تئن من ثقل الأجساد.

الرجل الجالس قبالتي رأسه محقون بالإعياء.. يتثاءب على كرسيه.. عيناه حمراوان.. جفناه ثقيلان.. يضع يده على فمه ويتثاءب.. تدمع عيناه.. يمسحهما.. ويتثاءب مرة أخرى.. أغمض عينيه و رأسه مال إلى الأمام قليلا.. فأعاد رفعه ببطء.. مال مرة أخرى إلى يمينه.. وسقط على كتفه.. فتح عينيه وعدل وضع رأسه ثم أغلقهما.. سقط رأسه للأمام.. فتح عينيه.. تربع النوم فوق رأسه.. أغمض عينيه.. مال رأسه يمينا ونام.

2

الرجل الجالس قبالتي يغرق في النوم.. والنادل يجتازه ويتقدم من طاولتي.. يسألني عن طلباتي

أقول له وأنا أتأمل جاري النائم :

ــ  فنجان قهوة يعدل المزاج

يمضي النادل إلى الرجل الذي بدأ يعلو صوت شخيره في المقهى.. وبهدوء يرسل إليه بضع كلمات.. يفتح الرجل عينيه الحمراوين.. ويطلب من النادل شيئا ما.

3

شخير الرجل النائم  يضيع في ضجة المقهى ويعود.. النادل جاء بفنجان قهوة وكوب عصير.. وضع فنجان القهوة أمامي.. واتجه إلى الرجل النائم.. وضع أمامه كوب العصير وهمس إليه بكلمات أيقظته.. فتح الرجل عينيه.. انفك من سباته قليلا.. ودلق كوب العصير في جوفه ثم أغمض عينيه.. مال رأسه إلى اليمين وعلا شخيره قليلا.

4

في فضاء المقهى روائح وأصوات ودخان  وطيور أحلام  ترفرف.. تدور بين الكراسي.. ثم تحط فوق طاولة الرجل النائم.. ثمة رجلان يدخلان إلى المقهى..  نظراتهما مريبة.. يبحثان بين الطاولات.. استقرت نظراتهما على الرجل النائم..أشار أحدهما إلى الآخر.. اقتربا منه.. رفرفت طيور الأحلام بأجنحتها مبتعدة.. أيقظا الرجل النائم بكلمات بذيئة.. فتح عينيه مذهولا.. أشبعاه لكما وضربا.. وبهدوء انصرفا.

…………………

*قاص من ليبيا

مقالات من نفس القسم