طارق هاشم
في المقهى
يختبر الغائبون محبتهم
بذكر من تركونا ها هنا بلا ساحل أو مدى
كانت شجرة تبني بيتها من دموعهم
الراحلون إلى بحار غاب ملاحوها
اليوم أسكنتهم الأشباح دياراً ليست لهم
العارفون بسرهم أقسموا أنهم شاهدوا الليل
يتآمر عليهم
الهاربون إلى محبة منتهية الصلاحية
يخرجون الآن بحثا عن قبورهم
في غابات أسلمتها المعارك مفاتيح الفقد بشكل حصري
ليت المقاهي تعرف عاشقيها
لاستبدت بهم دون الغياب المر
المصابيح التي اعتادت أصواتهم
غادرت إلى أسقف أخرى
حين خانت مفاتيحها وأضربت عن العمل
حين طاردتني طيور الصباح بسؤالها
من أغلق كل هذه الساحات في وجه العابرين العزل من البهجة
صار صوتي وحيدا وبلا أسلحة
في المقهى كنت أنتظرك
حتى حلق الخراب فوقنا
فانتزع صباح الخير من فمك الذي نامت أفريقيا على ضفافه
لعقود دون خوف
كنت أنتظرك
حتى غاب المقهى
خلف سجنه الطويل
دون أن يعرف متي يعود صاحبه
ليرفع عنه تلال الكآبة اللانهائية
المقهى المحكوم بإغلاق مؤبد
يعرف كم أفتقدك